للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أول حرف الهمزة إلى آخر حرف الظاء وهو نصف تقريبا فلم أجد سوى خمسة آلاف وأربعمائة وإحدى وخمسين مادة من جملتها المواد الزائدة على الصحاح ولا شك أن الباقي أقل وذلك لطول المواد فيه فربما ملأت المادة الواحدة منها صفحتين وإن أرادوا المادة وما يشتق منها فذلك فوق العدد فربما أناف على مليون. الثاني أن قول المحشي وبعض النسخ ثلثا اللغة وهو الواقع في نسخة المحب وقيل أنه في النسخة الناصرية الذي رأيته في النسخة المذكورة نصف اللغة ولكن قوله بعده فأكثر يوصله إلى الثلثين وقد أسلفت ذكر السبب الذي حمله على هذا القول فلا حاجة إلى إعادته هنا وإنما أقول أن المصنف لم يكن بدعا في قوله نصف اللغة وإن قال الشارح وغيره أن اللغة لا يعرف لها نصف ولا ثلثان فقد حكي الإمام السيوطي في المزهر أن ابن منادر قال كان الأصمعي يجيب في ثلث اللغة وكان أبو عبيدة يجيب في نصفها وكان أبو زيد يجيب في ثلثيها وكان أبو مالك يجيب فيها كلها غير أن هذه الدعوى كانت فيما أرى أليق بالصغاني حين استدرك في التكملة ما فات لجوهري من فصيح الكلام ومع ذلك فلم يقل أن الجوهري فاته نصف اللغة تأدبا معه. وهذا نص عبارته في خطبة التكملة هذا كتاب جمعت فيه ما أهمله أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري في كتابه وذيلته عليه وسميته التكملة والذيل والصلة غير مدع استيفاء ما أهمله واستيعاب ما أغفله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها وفوق كل ذي علم عليم وكم ترك الأول للآخر. ومن ظن ممن يلاقي الحروب بأن لا يصاب فقد ظن عجزا. والله تعالى الموفق لما صمدت له والميسر ما صعب منه والعاصم من الزلل والخلل والخطأ والخطل وهو حسبي ونعم الوكيل. الثالث أن قول المحشي أن المصنف أهمل كثيرا من الألفاظ التي ذكرها الجوهري مبسوطة مشروحة الخ شاهده ما في النقد السابع عشر وأغربه ما كان في المواد القليلة الاشتياق نحو سهد فإن المصنف أهمل فيها السهاد مع أن الجوهري ابتدأ المادة به ونظيره السجية بمعنى الخلق والطبيعة ونحو سمت فإنه أهمل فيها تسمته بمعنى قصده وله نظائر كثيرة. الرابع أن قول الذين انتصروا للجوهري لعل ما أوردتموه لم يصح عند الجوهري غير صحيح على الإطلاق فإنه أهمل كثيرا من الألفاظ التي لا يشك في صحتها وفصاحتها كما مر بيانه وهو قليل من كثير وجل من لا يسهو وأعظم أسباب هذا الإهمال أنه لم ينسق ترتيب الأفعال ومشتقاتها على نسق الصرفيين كما بينته في أول المقدمة مثال ذلك قوله في أول مادة عرر عرت الإبل فهي معرورة ثم به عرة وهو ما اعتراء من الجنون ثم ذكر أعرت الدار وعر الطير وهو يعر قومه ثم استعرهم الجرب ثم عار الظليم بتشديد الراء ثم تعار الرجل من الليل ثم عرعرت رأس القارورة وركب عرعره ثم عره بشر ثم المعتر وهكذا سائر المواد فن يخلط في ترتيب الكلام على هذا المثال فلابد

<<  <   >  >>