للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مادتها بأنها الزيادة المتصلة وفي المحكم مادة الشيء ما يمده دخلت فيه الهاء للمبالغة وعرفها الإمام المناوي بأنها حروف اللفظ الدالة على المعنى وتعريفها في اللغات الإفرنجية التي ترجم إليها القاموس أنها الجرم الأصل ما يركب منه الشيء ما يبنى عليه الكلام الأمر المهم الأمر مطلقا ما يكون عنه نسبة خاصة. وقال المحشي أيضا غالب ما أهمله الجوهري من المواد التي زادها المصنف إنما هي مواد عجمية ليست من كلام العرب في شيء فضلا عن كونها من الصحيح الذي التزمه الجوهري وقد مر أن الجوهري لم يدع جمع جميع المواد حتى يتوجه عليه الإيراد ولم يدع الإحاطة نعم يتجه على المصنف الألفاظ التي تركها ونقصها مع ادعاء الإحاطة وتسمية كتابه بالبحر المحيط الذي لا يفوته شيء مع أنه فاته عشرون ألف مادة ذكرها صاحب لسان العرب فقد قالوا أن الصحاح اشتمل على أربعين ألف مادة زانها الحسن والصحة والبيان وأن صاحب القاموس توسع فجمع فيه ستين ألف مادة ولسان العرب اشتمل على ثمانين ألف مادة فكان على صاحب القاموس أن يتمم ما ذكره صاحب اللسان حتى يكون كتابه محيطا كدعواه بل كان الأليق بالتبجح الاستقراء التام حتى يجد مواد يزيدها عليه ويورد ما يظهر للناظر بادي بدء ما يحقق نسبة الإحاطة إليه وأما غير الغالب الذي ذكره المصنف فقد أورده قبله جماعة من كتاب الحواشي على الصحاح كابن بري والصغاني في التكملة وغيرهما ومع ذلك فقد بحثوا معهم وقالوا لعل ما أوردتموه لم يصح عند الجوهري. وقوله أو بترك المعاني الغريبة النادة هذه المعاني التي جاء بها المصنف أثناء المواد وتبجح بها هنا مع كونها غير ظاهرة كما أشرنا إليه غالبها إما مولد لا أصل له في كلام العرب أو مجازات مستعملة في غير موضعها الأصلي أو اصطلاحات لبعض الفقهاء والأطباء وغيرهم كما لا يخفى عمن له أدنى مسكة بعلوم اللسان. ثم أن المصنف اعترف بإقبال الناس على الصحاح واعتمادهم عليه وسبقه إليه غير واحد من أئمة هذا الشأن وفضلوه على غيره من مصنفات اللغة تفضيلا مطلقا لالتزامه الصحيح وبسطه الكلام وإيراده الشواهد على ذلك ونقله كلام أهل الفن دون تصرف فيه وغير ذلك من المحاسن التي لا تحصى واقتصروا على تقديمه المحض دون شائبة ذم لا صراحة ولا تعريضا بخلاف المصنف فته وإن ذكر ذلك ونقل الثناء على المتقدمين إلا أنه استدركه بقوله غير أنه فاته نصف اللغة الخ ففيه نسبة القصور إلى الذين اعتمدوه (كذا) وأقبلوا عليه والإشارة إلى الغض منهم وأنهم لم يدركوا مدرك المصنف ولا تنبهوا لما أورده ولا يخفي ما فيه فإنه لم يقصد إلا بيان قصور هؤلاء الناس الذين اعتمدوا الصحاح وأقبلوا عليه انتهى مع بعض تصرف. وهنا ملاحظة من عدة أوجه أحدها أن قول المحشي وغيره أن القاموس جمع ستين ألف مادة فيه نظر لأنهم إن أرادوا بالمواد مثل كأب وكبب وكتب وكثب فهذا المقدار أعني الستين ألفا كثير فإني تتبعت القاموس

<<  <   >  >>