للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الشباب أما مادة سأر فإنها تدل على البقية من أولها إلى آخرها، فراجعها، والعجب أن الجوهري مع فطنته وذكائه ذكر السؤدة بالدال ولم يذكر السؤرة وعكسه صنيع ابن سيده في المحكم والزمخشري في الأساس وهو الصواب،

• ومن ذلك قول المصنف في فجر الافتجار في الكلام اختراقه من غير أن يسمعه من أحد ويتعلمه ثم قال بعده افتحر الكلام والرأي إذا أتى به من قصد نفسه، ولم يتابعه عليه أحد، ثم قال في فجل وافتجل أمرًا اختلقه وعندي أن معناها كلها واحد وأصله افتجر من قولهم فجر الماء أي بجسه وهو ينظر إلى معنى قولهم نبط البئر إذا استخرج ماءها واستنبط الحاكم الحكم أي استخرجه باجتهاده، وافتحر وافتجل تصحيف وزاد الشارح في الطنبور نغمة فإنه قال في فحر أن افتحل مثل افتحر، والمصنف ذكر افتحل بمعنى اختار فحلاً والجوهري لم يحك شيئًا منها،

• ومن ذلك قوله الحند كعنق الإحساء أي الركايا فهو تصحيف الحتد بالتاء إذ لم يجئ من تركيب الحاء مع النون والدال غير هذه اللفظة، أما مادة حتد فغنها جاءت لمعان كثيرة فإنه يقال حتد بالمكان أي أقام وعين حتد بضمتين لا ينقطع ماؤها وهو من المعنى الأول ومنه أيضًا المحتد للأصل والطبع وككتف الخالص الأصل من كل شيء، وقد حتد كفرح إلى غير ذلك ثم بعد رقمي هذا بأيام راجعت لسان العرب فوجدت فيه ما نصه الأزهري روى أبو العباس عن ابن الأعرابي قال الحتد الإحساء وأحدها حتود قال وهو حرف غريب، وأحسبه الحتد من قولهم عين حتد لا ينقطع ماؤها اه، فداخلني من السرور لصدق حدسي ما زادني رغبة في التنقير عن دقائق اللغة فالحمد لله على أن ألهمني الصواب، ومادة حند ليست في الصحاح وفي المحكم،

• ونحو من ذلك قوله التسس الأصول الردئية فهي محرفة عن النسس بالنون لما ذكرته أولاً وهو أن التسس جاءت مقتضبة بلا فعلا بخلاف النسس فإنها جاءت من فعل،

• وقوله في الذال الروذة الذهاب والمجيء ولم يحك غيرها وهي تحريف الرودة من راد يرود بمعنى ذهب وجاء وفي كلام الأزهري إشارة إلى ذلك،

• وقوله الغيذان الذي يظن فيصيب وهو حرف مقتضب لا أصل له ولهذا أحكم بأنه تصحيف الغيدار بمعناه؛ لأن مادة غدر تدل على معان كثيرة منها قولهم رجل ثبت الغدر محركة أي يثبت في القتال وفي جميع ما يأخذ فيه،

• ونحو من ذلك قوله في النون شغرنه بالراء والنون بمعنى شغزبه بالزاي والباء أي صرعه فإنه جاء من هذه المادة الشغزبي الصعب وتشغزبت الريح التوت في هبوبها، وغير ذلك، ولم يجئ من شغرن إلا هذا الحرف، ويلحق بذلك الزون أي الزور وأصن على الأمر أي أصر، والدهدن أي الدهدر وعكسه الحيزبور والحيزبون، أما الطرمذان والطرمذار فلا حكم لأحدهما بالأصلية على الآخر لاشتهارهما على السواء وإن كان المصنف لم يحك الطرمذار،

• وقوله تاجت فيه إصبعي أي غاصت، فهو تصحيف تاخت فإن مادة تاج لا تناسب هذا المعنى،

• وقوله نقلاً عن العباب

<<  <   >  >>