للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقاثب العطايا من دون ذكر فعل لها، وعندي أن أصلها المقاثم فإنه يقال قثم له من ماله، إذا أعطاه دفعة جيدة ومثله قذم له من ماله وغثم له وغذم له، وهذا التأويل على حد ما قاله المصنف في بنح البنح العطايا كأن أصله منح،

• وقوله الأفلود الغلام التام الناعم السمين فإنه عندي تحريف الأملود، وإن ذكره في العباب ومادة فلد ليست في الصحاح ولا في المحكم ولا في اللسان،

• وقوله ما ذاق أطلاً أي شيئًا وهو تصحيف أكلا أو أكالا قال في الصحاح ويقال ما ذفت أكالاً بالفتح أي طعامًا ولم أجد أطلاً فيه ولا في غيره، ومثل هذا تصحيف قول الجوهري في كأس يقال ذئب أكاس وصوابه أطلس كما قرره أبو سهل الهروي والمصنف قلد الجوهري في هذا التصحيف،

• وقوله الفادر الناقة تنفرد وحدها عن الإبل وهي الفارد ويؤيده أن الجوهري حكاها في مادة فرد، أما الفادر فحكاه الأزهري وابن سيده بمعنى الوعل العاقل في الجبل ومن هذا القبيل قوله ورجل فدرة كهمزة يذهب وحده،

• وقوله النيض ضربان العرق كالنبض سواء وعندي أنه تصحيف ويؤيده أن الجوهري وابن سيده أهملاه إلا أن يقال أن النيض في الأصل مصدر ناض ينيض لغة في ناض ينوض أي تحرك فإذا كان كذلك فهو صحيح وإلا فلا،

• وقوله تمشه جمعه وهذا الحرف حكاه الأزهري ولكن قال بعد ذلك: وهو منكر جدًا فكأنه رأى أنه تصحيف قشه بالقاف أو مقلوب متشه حكاها ابن سيده وأهملها المصنف،

• وهنا نادرة أوردها الصغاني في العباب وهي قوله: قال الأزهري قال ابن دريد تمشت الشيء تمشًا أي جمعته، قال الأزهري: وهذا منكر جدًا، قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب لم أجد هذا التركيب في كتاب ابن دريد الموسوم بالجمهرة،

• وقوله شكيت لغة في شكوت والشكية البقية وهي تصحيف الشلية باللام فإنها جاءت بمعنى الفدرة والبقية من المال وهذا النوع من التصحيف منشأه تشابه الحروف في الشكل والنطق كما تقدم وهو يقضي بالدقة والتثبت والاجتهاد وإجمال القول فيه، إنك حيثما وجدت لفظًا غير مشتق بمعنى لفظ مشتق فاحكم بأن المشتق هو الأصل ولذا احكم بأن التمغ لونه بالغين أي تغير وإن كان حكاها صاحب اللسان عن الهروي، فهي تصحيف التمع إذ ليس في تركيب اللام مع الميم والغين سوى هذا الحرف وقس على ذلك،

• ومن الغريب رواية الشارح عن الأعرابي في مادة هزأ أن أهزأه البرد، وأهرأه إذا قتله مثل أزغله وأرغله فيما يتعاقب فيه الراء والزاي فإن التعاقب إنما يكون في الحروف التي تكون من مخرج واحد مثل الباء والفاء والتاء والطاء، فأما الراء والزاي فإن جاء لفظ فيهما بمعنى واحد فرجعه إلى التصحيف مثال ذلك قول المصنف الغربية اعتقال المصارع رجله برجل آخر وصرعه إياه الشغزبية والشغزبي وشغزبه شغزبة صرعه، كذلك وأخذه بالعنف وإنما حملته على التصحيف لأن اللفظة الأولى جاءت مقتضبة من دون فعل ولأن الجوهري لم يذكرها،

• وقوله في

<<  <   >  >>