للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشية السكران، وهو تخصيص بلا مخصص وكان يلزمه أيضًا أن يقول ضد بعد قوله بطيئًا،

• وقس على ذلك ما يشبهه فإني إنما أذكر مثالاً على الشيء دون استقصاء.

ومن ذلك قوله الحوت والحوتان حومان الطائر والوحشي حول الشيء وعبارة اللسان حات الطائر على الشيء أي حام حوله، حوتًا وحوتانا فاستفيد منه أن الفعل يتعدى بعلى،

• وقوله الزفت الملء والغيظ والطرد والسوق والدفع والمنع والإرهاق والإتعاب إلى أن قال وزفت الحديث في أذنه أفرغه فقصره الفعل على معنى الإفراغ يوهم أن المعاني الأولى لا فعل لها، فكان عليه أن يقول زفت الإناء ملأه وفلانًا غاظه وطرده ودفعه ومنعه وأرهقه، والحديث في أذنه أفرغه، والإبل ونحوها ساقها ويفهم من عبارة الشارح أنه نقل هذه المعاني من العباب،

• ومثله قوله الدعث أول المرض وبالكسر بقية الماء والذحل والحقد وكمنع دقق التراب على وجه الأرض وله نظائر كثيرة،

• وقوله السبت الراحة والقطع والدهر وحلق الرأس وإرسال الشعر عن العقص وسير للإبل والحيرة والفرس الجواد والغلام العارم الجريء، وضرب العنق من الأسبوع ج أسبت وسبوت والرجل الكثير النوم، والرجل الداهية وقيام اليهود بأمر السبت، والفعل كنصر وضرب، فقوله والفعل الخ الظاهر أنه يرجع إلى قيام اليهود فقط وإلا لزمه أن يقول على عادته وفعل الكل كما قال في عتب وعلب وحرث وفي مواضع أخرى غير أن المحشى فهم هنا غير ما فهمت أنا فإنه قال قضيته أن المصادر السابقة كلها في جميع المعاني يبنى منها الفعل بالوجهين، والذي في الصحاح أن الجميع بالكسر ولا يضم إلا في سبت إذا نام اه، وفيه أن الجوهري لم يحك جميع هذه المعاني فقد فاته منها الحيرة والفرس الجواد والغلام العارم والرجل الداهية وعبارة الشارخ سبت يسبت سبتًا استراح وسكن وسبت الشيء قطعه وخص اللحياني به الأعناق، وسبتت اللقمة حلقي قطعته وسبت رأسه وشعره يسبته سبتاوسلنه وسبده حلقه، وسبتت الإبل تسبت سبتًا وهي سبوت وهو سير سريع، ولم يتعرض لغيرها من المعاني، فهل يقال سبت الفرس إذا صار جوادًا، والغلام إذا صار عارمًا، والرجل إذا صار داهية، ويستفاد من اللسان أنه يقال سبت الفرس بمعنى سبق، وكأنه يرجع إلى معنى القطع ونص عبارته والسبث أيضًا السبق في العدو، وفرس سبت إذا كان جوادًا كثير العدو، وسبت المريض فهو مسبوت اه، فيكون السبت هنا صفة مشبهة أو تسمية بالمصدر،

• وهنا ملاحظة من عدة أوجه أحدها أن أصل معنى السبت القطع رجوعًا إلى السب كما بينته في سر الليال، ومن معنى القطع جاء الامتداد في السب بالكسر وهي شقة رقيقة، وفي السبه بالفتح وهي المدة من الدهر وفي السبب وهو الحبل وفي السبسب للمفازة، وفي تسبسب الماء أي جرى وفي غيرها، ومعنى الامتداد ملموح أيضًا في السبت بمعنى الدهر وفي إرسال الشعر وسير الإبل وسبت الفرس وفي الرجل الكثير النوم ولمن لا يشاء

<<  <   >  >>