للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذوى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين؛ لأنه كان يلزم في التثنية ذووان مثل عصوان فبقي ذا منونًا، ثم ذهب التنوين للإضافة في قولك ذو مال، والإضافة لازمة له، كما تقول فو زيد رفا زيد فإذا أفردت قلت هذ فم، فلو سميت رجلاً ذو لقلت هذا ذوى قد أقبل فترد ما ذهب لأنه لا يكون اسم على حرفين أحدهما حرف لين؛ لأن التنوين يذهبه فيبقى على حرف واحد، ولو نسبت إليه قلت ذووى مثال عصوى وكذلك إذا نسبت إلى ذات لأن التاء تحذف في النسبة، فكأنك أضفت إلى ذي فرددت الواو ولو جمعت ذو مال قلت هؤلاء ذوون؛ لأن الإضافة قد زالت، قال الكميت:

(ولا أعني بذلك أسفليكم ... ولكني أردت به الذوينا)

يعني به الأذواء وهم ملوك اليمن من قضاعة المسمون بذي يزن، وذي جدن وذي نواس وذي فائش وذي اصبح وذي الكلاع انتهى،

• وهنا ملاحظة من ثلاثة أوجه:

• أحدها أن قوله ولا يجوز أن تضيفه إلى مضمر فيه أنه جاء إضافة ذوون إلى الضمير في قولهم لا يعرف الفضل إلا ذووه، بل جاء أيضًا إضافة ذو، فقد حكى الزمخشري في الأساس عن الخليل بن أحمد صاحب كل شيء ذوه، ذكر ذلك في مادة صحب،

• الثاني: أنهم نسبوا إلى الذات من دون حذف التاء، فقالوا ذاتي كما في شفاء الغليل،

• الثالث: أنهم جمعوا ذو على أذواء على اللفظ، وذلك في غير الأسماء التي ذكرها الجوهري،

• في قسس قال الجوهري القس رئيس من رؤساء النصارى في العلم والدين، فقال المصنف القس رئيس النصارى في العلم، وهو غير صحيح فقد يكون القس لا علم عنده ويكون رئيسًا في الدين، وقد يكون في النصارى رئيس في العلم ولا يكون قسيسًا فإن القسوسية رتبة دينية لا تعلق لها بالعلم البتة، اللهم إلا أن يقال أن المراد بالعلم خصوص علم الدين، وعليه أيضًا لا مانع من إدخال أفراد العامة فيه وإخراج بعض القسيسين منه، واقتصاره على العلم دون الدين يشعر بأنه كان يعتقد أن النصارى لا دين لهم، وإلا فلم أهمله، وقوله الجوهري رئيس من رؤساء تصريح بأن لهم غيره، وعبارة المصنف لا تفيد ذلك،

• وقال الجوهري أيضًا في عظم وقولهم في التعجب عظم البطن بطنك بمعنى عظم إنما هو مخفف منقول وإنما يكون ذلك فيما إذا كان مدحًا أو ذمًا وكل ما حسن أن يكون على مذهب نعم وبئس صح تخفيفه ونقل حركة وسطه إلى أوله، وما لا يحسن لم ينقل وإن جاز تخفيفه تقول حسن الوجه وجهك (بضم السين) وحسن الوجه وجهك (بسكونها)، وحسن الوجه وجهك (بضم الحاء وسكون السين)، ولا يجوز أن تقول قد حسن وجهك (بفتح الحاء وسكون السين)؛ لأنه لا يصلح فيه نعم، ويجوز أن تخففه فتقول قد حسن الوجه وجهك فقس عليه،

• في حرف الحرف بالضم حب الرشاد، وعبارة الصحاح الحرف بالضم حب الرشاد ومنه قيل شيء حريف بالتشديد للذي يلذع

<<  <   >  >>