• في بكى سوى بين البكا المقصود والممدود، ونص عبارته بكى يبكي بكاء وبكى فهو باك، وعبارة الجوهري البكاء يمد ويقصر إذا مددت أردت الصوت الذي يكون مع البكاء، وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها، قال الشاعر:
(بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل)
قلت قوله الصوت الذي يكون مع البكاء بالمد فيه أن الممدود هو الصوت، فيكون مكررًا ولعله من تحريف النساخ، وكذلك فات المصنف في هذه المادة استبكيته بمعنى أبكيته والبكى على فعول جمع باك مثل جالس وجلوس إلا أنهم قلبوا الواو ياء،
• في أبى فاته ان يقول كما قال الجوهري أن أبى يأبى أي امتنع شاذ لأنه جاء مفتوحًا في الماضي والمضارع مع خلوه من حروف الحلق، وقولهم في تحية الملوك في الجاهلية أبيت اللعن، أي أبيت أن تأتي من الأمور ما تلعن عليه، والأب أصله أبو بالتحريك لأن جمعه أباء مثل قفا وأقفاء ورحى وأرحاء، فالذاهب منه واو لأنك تقول في التثنية أبوان وبعض العرب يقول أبان على النقص، وفي الإضافة أبيك وإذا جمعت بالواو والنون قلت أبون، وكذلك أخون وحمون وهنون، والأبوان الأب والأم، وقولهم يا أبة افعل يجعلون علامة التأنيث عوضًا عن ياء الإضافة، كقولهم في الأم يا أمة وثقف عليها بالهاء إلا في القرآن فإنك تقف عليها بالتاء إتباعًا للكتاب، وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث بالتاء فيقولون يا طلحت، وإنما لم تسقط التاء في الوصل من الأب وسقطت من الأم إذا قلت يا أم اقبلي لأن الأب لما كان على حرفين كان كأنه قد أخل به فصارت الهاء لازمة وصارت التاء (وفي نسخة الياء) كأنها بعدها، وقول الشاعر:
(تقول ابنتي لما رأتني شاحبًا ... كأنك فينا يا أبات غريب)
أراد يا أبتاه فقدم الألف وأخر التاء، وقد يقلبون الياء ألفًا، قالت عمرة:
تريد وابأبيهما (كذا في النسخ وفي اللسان تريد وأبابي هما) وقالت امرأة يا بيبي أنت (وفي اللسان وابيبًا) ويا فوق البيب، قال الفراء جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتهما في الكلام، وقال يا أبت ويا أبتِ فمن نصب أراد الندبة فحذف اه، فاجتزأ المصنف عن هذه الفوائد كلها بقوله الابى محمد بن يعقوب ابن أبى كعلي محدث وأبى كحتى ابن جعفر النجيرمي، وبئر بالمدينة لبني قريظة، ونهر بين الكوفة، وقصر بني مقاتل عمله أبي بن الصامغان ملك نبطي ونهر ببطيحة واسط والآباء بن أبى كشداد محدث، وأبوى كجمزى وأبوى كسكرى موضعان والابواء ع قرب ودان،