والمصنف اقتصر على إيراد اغتبق مطاوعا فإذا وجده أحد متعديا في بعض الدواوين ولم يكن عنده من كتب اللغة غير القاموس أنكره لأن مصنفه قال في خطبته أنه صريح ألفي مصنف من الكتب الفاخرة وسنيح الفي قلس من العيالك الزاخرة ولكن كيف لم يكن التهذيب في جملتها. وإذا ترادف فعلان أو أكثر على معنى واحد افرغوا تعريف أحدهما في قالب اللازم وتعريف الآخر في قالب المتعدي كقول المصنف مثلا في عذب اعتذب اسبل للعمامع عذبتين من خلفها ثم قال في عذر اعتذر شكا والعمامة أرخى لها عذبتين من خلف وقال في عذق اعتذق اسبل لعمامته عذبتيم من خلف وقس عليه. وهاك أيضا نبذة من بناء افتعل مما اختلف أهل اللغة في تعريفه فبعضهم جعله لازما وبعضهم جعله متعديا قال المصنف في سعط سعط الدواء واسعطه إياه أدخله في أنفع فاستعط فأفرغ استعط في قالب المطاوعة وعبارة الصحاح وقد اسعطت الرجل فاستعط هو بنفسه وهي بين بين وعبارة الأساس صريحة في أن استعط متعد ونصها واستعطته الدوآء فاستعطه. وقال المصنف أيضا في حشم واحتشم منه وعنه وذكره الجوهري متعديا بنفسه وبالحرف ونص عبارته واحتشمته واحتشمت منه بمعنى وتحوها عبارة ديوان الأدب وعبارة الأساس أنا احتشمك واحتشم منك أس استحيى. وقال الزمخشري في حقق واختقت طعنتك أي لم نخطي المقتل وهو إلى اللازم أقرب منه إلى المتعدي وعبارة الصحاح ويقال رمى فلان الصيد فاحتق بعضا وشرّم بعضا أي قتل بعضا وأفلت بعض جريحا وهي عبارة خاله في ديوان الأدب أما المصنف فذكر طعنه محققة لا زيغ فيها وصاحب اللسان وقد نفذت وهو خطأ. وقال الجوهري في قوت وقته فاقتات كما تقول رزقته فارتزق وصاحب اللسان عدى كلا الفعلين أي اقتات وارتزق بنفسهما كما تراه في محله. وقال أيضا غير أنه أهمل انتدب المتعدي الذي جاء مجاريا لندب على ما بينته غير مرة وصاحب المصباح ذكره لازما ومتعديا ونص عبارته وانتدبته للأمر فانتدب يستعمل لازما ومتعديا ولكن كان حقه أن يقول كما قال الجوهري ندبه للأمر فانتدب وقد يستعمل انتدب أيضا متعديا. وقال الجوهري أيضا في روح ارتاح الله لفلان أي -رحمه الله- فعداه باللام ونحوها عبارة المصنف وغيره وقد جآء في كلام العرب متعديا بنفسه وذلك في قول الشاعر
(لا خير في الحب وقفا لا تحركه
عوارض اليأس أو يرتاحه الطمع)
وقال أيضا الارتداد الرجوع ونحوها عبارة المصنف وعبارة المصباح وارتد الشخص رد نفسه إلى الكفر فقربه من المتعدي وقيده بالكفر وهو غير سديد وصرح ابن سيده بمجيئه متعديا وأنشد.