للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي مال عنه ولاغيته هازلته وهو يلاغي صاحبه وما هذه الملاغاة كما في الأساس. ومن غريب استعمال اللغة قولهم مثلا في لغة في ثم ولم يتعرض لها في المغنى. وقوله في البوادي قال المحشي جمع بادية كما صرحوا به واقتضاء القياس وإن أغفله المصنف في مادته. قلت هي من بدا يبدو إذا ظهر فاختصاصها بأرض العرب من استعمال العام في الخاص. ومما فاته في هذه المادة كلفنى من بدواتك أي من حوائجك التي تبدو لك وركى مبد بارز ونقيضه ركى غامد وبادا, بارزة وكاشفت الرجل وباديته وجاليته بمعنى وبادي بين الرجلين قايس بينهما وباين كما في الأساس. وفاته أيضا تبدي أي ظهر يقال تبدي كالبدر عند تمامه والمصنف ذكره بمعنى أقام في البادية وفي الصحاح ويقال أبديت في منطقك أي جرت مثل أعديت ومن قولهم السلطان ذو عدوان وذو بدوان بالتحريك فيهما وأهل المدينة يقولون بدينا بمعنى بدأنا وربما جعلوا قولهم افعل ذاك بادي بد وبأي بدى اسما للداهية واصله الهمز كما قال الراجز. وقد علتني ذرأة بادي بدى. ورثية تنهض بالتشدد. وصار للنحل لساني ويدي. وهما اسمان جعلا اسما واحدا مثل معدي كرب وقالي قلا قوله ومخصص عروق القيصوم وغضا القصيم بما لم ينله المبهر والجادي عبارته في خصص التخصيص ضد التعميم وفي عمم التعميم ضد التخصيص وفي شرح الإمام المناوي التخصيص جعل الشيء لشيء معين دون غيره وعبارة المصباح خصصته بكذا إذا جعلته له دون غيره وخصصته بالتثقيل مبالغة وفي المفردات هو تفرد بعض الشيء بما لا تشاركه فيه الجملة ولعل الأولى أن يقال هو إفراد بعض الشيء كما أشار إليه المحشي بقوله خصصه بالشيء إذا أفرده به وآثره وفضله فشتان بين تعريف المصنف وهؤلاء الأئمة. أما قوله في أول المادة خصه بالشيء خصا وخصوصا وخصوصية ويفتح فصاحب المصباح جعل الضم لغة في الفتح لكن الزمخشري جعل الفتح أفصح. وكذلك قصر في تعريف الخاصة فإنه لم يزد على أن قال الخاصة ضد العامة فلم يقل أنها للمفرد والجمع يقال هذا خاصتي وهم خاصتي كما في الأساس وكثيرا ما تستعمل بمعنى خصوصا كقول ابن الأعرابي الفعال بالفتح فعل الواحد خاصة ثم نسب إليها فيقال مثلا خاصية الحروف وخاصية النبات. وفيه أيضا وهو يستخص فلانا ويستخلصه كأنه يخصه بصفاء المودة واختص الرجل اختل أي افتقر وسددت خصاصة فلان جبرت فقره. ومن الغريب هنا أن المصنف ذكر استخلصه في مادة خلص إذ فسر به استخلصه تبعا للجوهري وسيأتي له نظائر ذلك وهو دليل على أن غالب ثقله كان من الصحاح. ووجدت في كلام الإمام الشربشي تخصص الرجل بمعنى صار من الخاصة وتمام الغرابة أني لم أجد في هذه الكتب الخصيصة مفرد الخصائص وهي في كلام أبي تمام وغيره وحسبك تأليف ابن فارس وابن جني في خصائص اللغة. وقوله القيصوم ذكر منافعه في مادته بما لا مزيد عليه ولكن لم يقل أنه من

<<  <   >  >>