للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصائص أهل البدو حتى يقال فلان يمضغ القيصوم لمن خلصت بدويته وتمحضت عربيته كما أفاده المناوي والغضا مقصورا شجر عربي مشهور تأكله الإبل وقيل أنه من مأكولات الأعراب والقصيم رملة تنبت الغضا والعبهر فسروه بالنرجس وقال المصنف أنه النرجس والياسمين ونبت آخر والظاهر أنه لا ينبت في البادية لقوله بما لم ينله العبهر والجادي الزعفران نسبة إلى الجادية قرية من أعمال البلقاء وقيل بالشام والياء فيه مشدودة لكنها سكنت لتناسب الفقر وذكر المصنف هذا الحرف في جود وفسره بالزعفران ثم أعاده في جدي وفسره بالزعفران والخمر ويطلق أيضا على طالب الجدوى وعلى معطيها كما في الأساس وهو مما فات المصنف والجوهري فقد عرفت تقصير المصنف في المواد فهو نموذج مغن عن تتبع نظائره في سائرها فإن ذلك يطول ويمول. قوله ومفيض الأيادي الذي ذكره في المعتل أن هذه الصيغة جمع الجمع لليد التي بمعنى الجارحة أما اليد التي بمعنى النعمة والإحسان وهي المرادة هنا فجمعها على يدي مثلثة الأول وعلى أيد. وقال المحشي قال ابن جني أكثر ما يستعمل هذا الجمع (أي الأيادي) في النعم لا في الأعضاء والمحب اقتصر عليه. قوله بالكرم الممادى ذكر في المعتل ماديته وأمديت له أمليت ولم يذكر تمادي في الأمر إذا لج ودام على فعله كما في المصباح وقال المحشي الممادى اسم فاعل من مادى أي طال واستمر فجعله لازما والمصنف جعله متعديا قال وهو المصحح في النسخ المروية المقروءة وفي النسخ المتمادي وهو الظاهر في الدراية لشيوع تمادى على الأمر أس استمر عليه ودام وهو في أمهات اللغة دون مادى. قوله بسقت دوحة رسالته فظهرت على شوك الكوادي واستأسلت رياض نبوته فعيت في المآسد أنليوث العوادي هاتان الفقرتان وجدتا مختلفتين في عدة نسخ ففي إحداهما نبينا الذي الذي بسقت دوحة رسالته فظهرت شوكة الكوادي قال المحشي قال المحب هكذا في النسخ القديمة التي بأيدينا (لعله النسخة) وهي إحدى النسخ الثلاث التي وقفت عليها وكان يرى أنها متأخرة وأنها لذلك معتمدة, وقال بعد ذكر النسختين ثم اجتهدت فحصلت نسخة صلاح الدين بن رسول سلطان اليمني ورأيت بآخرها بخط المؤلف كل بحمد الله تصحيح الكتاب بقراءة كاتبه على مؤلف أضعف خلق الله قراءة بينة متقنة في مدة قليلة أعلى الله سعادة مالكها خليفة الله في خليقته ولله الحمد على جزيل أنعامه وحسبنا الله ونعمة الوكيل قال ورقم كاتبها (كذا) فرغ من زبره الفقير إلى الله تعالى أبو بكر بن يوسف بن عثمان المغربي الحميدي يوم السبت العشرين من رجب سنة أربع عشرة وثمانمائة اه. قلت قد حظيت بمطالعة هذه النسخة الجليلة في خزانة المرحوم كوبريلي محمد باشا المقابلة لتربة المرحوم السلطان محمود وإذا هي أثر يملأ العين نورا والقلب سرورا لحسن خطها وتناسق سطورها وجودة ورقها وجميع موادها مكتوبة بالذهب وفصولها بالحبر الأزرق ولكن لن تعدم الحسناء ذاما فإنها غير تامة النقط في مواضع كثيرة وكتب في ظهر أعلى

<<  <   >  >>