قوله بالفتح جمع فن فيه أن الجمع لا يكون إلا مفتوحا. قوله الحافل بما يتضلع منه القاحل والكاهل والفاقع والرضيع عبارته في قحل غريبة فإنه قال قحل كمنع قحولا وكعلم قحلا أو يحرك وكعني قحولا يبس جدله على عظمه وقحل الشيخ كفرح يبس جلده على عظمه فهو قحل بالفتح وككتف فما معنى إطلاق يبس الجلد على العظم من باب منع وعلم وعني وتقييده بالشيخ من باب فرح وإذا كان كذلك لزمه أن يقول هنا القحل والكاهل أو بالحوى القحل والكهل وعبارة المصباح قحل الشيء قحلا من باب نفع يبس فهو قاحل وقحل قحلا من باب تعب فهو قحل مثله وعبارة الأساس ومن المجاز قحل الشيخ وقحل وأنه لقاحل الجسم وشيخ قحل اه والكهل عرف المصنف بأنه من وخطه الشيب ورأيت له بجالة إلى أن قال واكتهل صار كهلا قالوا ولا تقل كهل وقد جاء في الحديث هل في أهلك من كاهل ويروي من كاهل أي تزوج وعبارة الصحاح من أسن وعبارة المحشي والكاهل بالكاف والهاء واللام فسروه بالقوي وهو الظاهر وإن أغفله المصنف اه وقوله الفاقع والرضيع فسروا الفاقع بالغلام الذي تحرك ونشأ والظاهر أن بعض النساخ استهجن الفاقع فأبدلها باليافع لأنه رأى المصنف قد ابتدأ هذه المادة بمعنى سخيف فإنه قال وفقع كمنع سرق وضرط غيران لفظة فاقع وردت في التنزيل فهي إذا فصيحة وأيا كان فكلام المصنف هنا مبالغة وزاده بعدا عن الاحتمال قوله والرضيع إذ لا يتصور في الذهن أن الرضيع يتضلع من علم. قوله علم اللغة والمعرفة بوجودها والوقوف على مثلها ورسومها جعل الضمير هنا قافية وهو غير جائز ويمكن أن يقال أنه لم يقصد به السحيح والمحشي والشارح لم يتعرضا لذلك. قوله جزاهم الله رضوانه وأحلهم من رياض القدس ميطانه قال الإمام المناوي الميطان كميزان موضع يهيأ لإرسال خيل السباق فيكون غاية في المسابقة وعبارة المصنف في وطن والمطيان بالكسر الغاية وفسر الغاية في المعتل بالمدى والراية. وعبارة الصحاح والميطان الموضع الذي يوطن لترسل منه الخيل في السباق وهو أول الغاية والميتاء والميداء آخر الغاية. وعبارة المحشي بعد أن عرف الميطان وبقى أن الرياض جمع وهو مؤنث على ما عرف في العربية فكان مقتضى القياس في التعبير ميطانها ألا أن يدعى التأويل والمجز (تفعل من الجاز) أو يقال أنه عائد إلى القدس على ما فيه. قوله وأني قد نبغت في هذا الفن قديما وصبعت به أديما ولم أزل في خدمته مستديما قال الإمام المناوي نبغت بالغين المعجمة أي فقت غيري وفي بعض النسخ نبعت بالعين المهملة وعليها شرح القاضي عيسى بن عبد الرحيم الكهراتي وغيره وتكلفوا لمعناه أي خرجت من ينبوعه وهو محض تكلف ومخالف للروايات وقيل أن نبع بالمهلة لغة في نبغ بالمعجمة فزال الأشكال. قلت الأولى المعجمة لتطابق صبغت لأن المصنف تعمد الترصيع في هذه الخطبة كثيرا ولم