عظيمة وإن هو رجع رددتم عليه أمواله وكانت لكم عنده يد فاشتروا منه جميع ماله. فلما قبض ثمن أمواله دعا بمالك بن النعمان - وهو سيد الأزد بعده - فأخبره الخبر ودعا بظريفة فقال لها: ما عندك يا ظريفة أين تريدين لنا السير؟ فقالت: يا مالك بن النعمان يا بن زيد بن كهلان - أهل الفضل والبيان - أرى أن تغدو من الغد ولا تقيم ساعة لو عد أمر يسير كالرعد فباعت عند ذلك الأزد أموالها وقالوا: لا نتخلف عن ملكنا. فسار عمرو في الأزد - وكانوا يعمرون أعماراً طوالاً - حتى إنه ليكون مع الرجل من ولده وولد ولده عسكر جرار، فكان كل سيد على من يليه، وكان مع عمرو ثلاثة وعشرون رهطاً من أولاده وأولاد أولاده وسائر ذلك، فلما اجتمعوا للسير دعا بظريفة فقال لها:
يا ظريفة: أين تريدين لنا السير؟ فقالت: فيكم الأمير وعليكم التدبير. يا أهل المجد من سبأ الممزقة سيروا لنا فلا بد لكم من فرقة يتقدمها اليسار وتعفو الآثار فتنأى الديار وتطول فيها الأسفار وتنقضي منها الأوطار عجلوا ففي كل بلد لكم خبر كلما لتقيم نفراً كان لكم الظفر تتوارثون الملك بعد الملك وتلبسون التاج بغير شك وبدأ الأمر من عك. فسارت الأزد مع عمرو بن عامر وجعلوا على مقدمتهم مالك بن النعمان بن الجلهم بن عدي بن عمرو بن مازن الأزدي، فنما هم يسيرون إذ قال ظريفة: يا معشر غسان أنذرتكم من هذا المكان أنتم أهل العز والسلطان وفوراس الطعان وسيوف بني قحطان، قالوا: وما ذلك يا ظريفة؟ قالت: والسرابيل المحترقة التي يمشي فيها سملقة بالغدرة المعبقة والسيوف المطبقة قالوا: وما ذلك يا ظريفة فأمرينا بالسرعة إذا شئت والكف متى شئت؟ والأمر إليك، فقالت: إني أرى منكم إيضاحاً ووجوهاً صباحاً تسبق