الجني وأصحابه، قال لهم: كذا وكذا ولم يرد بنا وبكم الخير وأنا أعلم ما يؤول إليه هذا الأمر - وكان سملقة رجلاً عائقاً زاجراً يقول الشعر - فقال لسملقة: ما لنا من حاجة وكان ذلك اليوم نزل سملقة قوماً من زبيد وكان كريم عك فباتوا عنده. فبينما سملقة يكلم زوبعة إذ قال له سملقة: يا زوبعة إن الذي أتيت فيه مخنوق أو مذبوح، قال: وكيف ذلك يا سملقة؟ قال له انك لما كلمتني وامرأة من الحي قد مرت بي وفي يدها ديك فعلمت بزجري ما قلت لك. ثم إنه بان معه تلك الليلة وتركه حتى تحكمت الخمر في رأسه فقتله وأتى إلى الزبيديين فقال لهم: فروا فإن سملقة قد مات، وأخشى عليكم من عك، ففر الزبيديون ورجع زوبعة إلى جذع فأخبره. فعند ذلك لما أصبح ووجدت عك سملقة مقتولاً ثارت بالسلاح إلى غسان، فقال لهم جذع: مالكم أنتم أخواننا؟ قالوا له: يا جذع قتل زوبعة سيدنا سملقة. قال لهم: كأنه للم يبت مع سملقة في القبة إلا زوبعة؟ قالوا له: بات معه نفر من زبيد، قال لهم: لا تعلمون من قتله، وإن زوبعة لن تروه بعد هذا وما كان عن أمر منا وهذه أموالنا لكم تحكمون فيها وأنه لولا وع ثعلبة بن عمرو لغذا عليكم - فنظر بعضهم إلى بعض وأتمروا بجذع - فقالوا: نقتل أعور أصم دنيا في قومه. ثم قالت عك: قد اعتذر إليكم بنو عمكم وقد علموا ما كان منكم من سوء فعل زبيد وصاحبهم، ولكن كفوا حتى يدفعوا إليكم زوبعة تقتلوه بسملقة. قال لهم جذع: ذلك لكم، فرجع جذع ومضى إلى ثعلبة بن عمرو فلم يخبره إنه أمر زوبعة بقتل سملقة فقال له ثعلبة: ادفع إليهم زوبعة يقتلوه بسملقة - فإنه لا عذر لكم - قال له جذع: لا تعجل إن كان هو من صاحبنا زوبعة - فهو من الزبيديين - ثم إن جذع بن سنان أتى إلى غسان