للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومصيبين في أقوالهم وأحوالهم، والشيعة يكذبون عليهم، ويخالفونهم في معتقداتهم، ويعادون أحباءهم ورحمائهم وأقاربهم وقادتهم وأمرائهم وحكامهم، الذين أخلصوا لهم الطاعة والمناصحة والولاء والمشورة كما بينّاه سابقاً بالتفصيل.

وإلا فهل يعقل من مثل ذلك الرجل الشجاع الباسل، البطل الكمّي أن يجبره أبو بكر على بيعته، وعمر على تزويجه من بنته، وعثمان على رضائه بتقديمه، وتسمية أبنائه بأسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين، ومعه من أهل بيته وأنصاره من معه؟.

والظاهر أن القوم مع إظهارهم ولاء أهل البيت يخالفونهم في بغضهم الخلفاء الراشدين وأصحاب نبي الله المختارين النجباء، الذين قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفداه أبوي وروحي: طوبى لمن رآني وآمن بي" (١).

وعلى كل وإننا لنذكر مخالفة القوم أهل البيت في عدائهم لأرحام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصهاره.

فبقول العياشي أيضاً في ذي النورين رضي الله عنه أن الآية {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى} نزلت في عثمان" (٢).

وأما القمي فليس أقل من العياشي في اللعن والطعن والتفسيق والتكفير، فيذكر تحت قول الله عز وجل: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ... .. وأما صاحبا محمد فحبتر وزريق" (٣).


(١) "كتاب الخصال" ج٢ ص٣٤٢
(٢) "تفسير العياشي" ج١ ص١٤٧، "البحار" ج٨ ص٢١٧
(٣) "تفسير القمي" ج٢ ص٢٤٢

<<  <   >  >>