للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد نقلنا عنه روايات عديدة في كتابنا "الشيعة والسنة".

وأما البحراني فهو على شاكلتهما، فيكتب تحت قول الله عز وجل {ثاني اثنين إذ هما في الغار} محترقا من معيّة الصديق النبي عليه الصلاة والسلام في سفره من مكة إلى المدينة، مهاجراً إلى الله، مصاحباً أبا بكر بأمر من الله وثقة في الصديق، ورغبة في صحبته، يقول: أمر رسول الله علياً فنام على فراشه، وخشي من أبي بكر أن يدلّهم عليه فأخذه معه إلى الغار" (١).

ويكذب على أبي جعفر حيث يقول: إنه قال: إن رسول الله أقبل يقول لأبي بكر في الغار: اسكن، فإن الله معنا - إلى أن قال - تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون، وأريك جعفر وأصحابه في البحر يعومون، فقال: نعم، فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده على وجهه، فنظر الأنصار جالسين في مجالسهم، ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة أنه ساحر" (٢).

وأما الفاروق، المطفئ نار المجوسية، والمكسر أصنام الكسروية وشوكتها، والهادم مجد اليهودية وعزها، المحبوب إلى حبيب الرب، والمبغوض إلى أعدائه وأعداء أمته، أبناء اليهود والمجوس، يقول فيه البحراني تحت قول الله عز وجل: {وكان الشيطان للإنسان خذولاً} وكان الشيطان هو الثاني، {يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً} يعنى الثاني {لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني} يعني الولاية" (٣).

ويمتد في غلوائه، ويتجاهر بالفحش والبذاءة حيث يقول: إبليس وما بمعناه كالمبلسين سيأتي في الشيطان تأويله بالثاني، ومنه يمكن استفادة تأويل إبليس به أيضاً لاتحاد المسمى بهما، وفي بعض الأخبار عن الأصبغ بن نباتة


(١) "البرهان" ج٢ ص١٢٧
(٢) "البرهان" ص١٢٥، و"الروضة من الكافي" ج٨ ص٢٦٢
(٣) "البرهان" ج٣ ص١٦٦

<<  <   >  >>