للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن علياً عليه السلام أخرجه مع جمع فيهم حذيفة بن اليمان إلى الجبانة، وذكر معجزة عنه عليه السلام إلى أن قال: فقال علي عليه السلام: يا ملائكة ربي ايتوني الساعة بإبليس الأبالسة، وفرعون الفراعنة، فوالله! ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده فلما جرّوه بين يديه قام وقال: واويلاه من ظلم آل محمد، واويلاه من اجترائي عليهم، ثم قال: يا سيدي ارحمني، فإني لا أحتمل هذا العذاب، فقال عليه السلام: لا رحمك الله ولا غفر لك أيها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان، ثم التفت إلينا، فقال: سلوه حتى يخبركم من هو؟ فقلنا له: من أنت؟ فقال أنا إبليس الأبالسة وفرعون هذه الأمة، أنا الذي جحدت سيدي ومولاي أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين، وأنكرت آياته ومعجزاته الخبر، والظاهر أن المراد به الثاني حيث كان هو رأس المفسدين، وهو الذي أوّل به الشيطان في القرآن" (١).

وأما محسن المسلمين والإسلام عثمان بن عفان فقد كتب فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: قد أقلتك إسلامك فاذهب فأنزل الله تعالى: {يمنون عليك أن أسلموا} الخ" (٢).

ويظهر بغضه وحقده للجميع فيقول تحت قول الله عز وجل: {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} المراد هم الذين سموا أنفسهم (٣) بالصديق والفاروق


(١) "البرهان، مقدمة" ص٩٨
(٢) "البرهان" ج٤ ص٢١٥
(٣) وقد أعماه الحسد والحقد والجهل حتى لم يدر بأن واحداً من هؤلاء الثلاثة لم يسم نفسه بهذه الأسماء، ولم ترد رواية في ذلك، بل سماهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته بهذه الأسماء والألقاب كما مر سابقاً، والبغيض اللعان لم يدر أيضاً بأن الثابت في الروايات وكتب القوم أن علياً رضي الله عنه هو الذي سمى نفسه بهذه الأسماء، وأطلقها بنفسه على نفسه "أنا الصديق وأنا الفاروق" ("الاحتجاج" للطبرسي ج١ ص٩٥) فافهم وتدبر

<<  <   >  >>