للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهل هناك إساءة فوق هذا إلى سيد الخلائق ورسول الثقلين - صلى الله عليه وسلم -؟

نعم! هناك أشنع من هذه وأقبح، ما ذكره الحويزي نقلاً من الصدوق أن الرسول لم يرسل إلا لتبليغ ولاية علي إلى الناس، ولو لم يبلغ ما أمر بتبليغه من ولاية علي لحبط عمله - عياذاً بالله -.

وإليك النص: روى الصدوق في "الأمالي" أن رسول الله قال لعلي:

لو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي" (١).

ولم لا يكون كذلك؟ والحال أنه لم يرفع ذكره - لا يؤاخذنا الله بنقل كفريات القوم - إلا بعلي، ولم يوضع عنه وزره إلا به، كما ذكر البحراني عن ابن شهر آشوب تحت قوله: ووضعنا عنك وزرك:

"ثقل مقاتلة الكفار وأهل التأويل بعلي بن أبي طالب عليه السلام" (٢).

وعن البرسي "ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك، قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأثبتها ابن مسعود وانتقصها عثمان" (٣).

ولأجل ذلك كان رسول الله يدعو الله ويسأله بحرمة علي، كما ينقل البحراني عن السيد رضي من كتابه "المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة" عن ابن مسعود أنه قال:

خرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجدته راكعاً وساجداً وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي - ولم يكتفوا بذلك، بل زادوا في غلوائهم حيث قالوا -: إن النبي خلق من نوره السماوات والأرض، وهو أفضل من السماوات والأرض، ولكن علي خلق من نوره العرش والكرسي، وعلي أجل من العرش والكرسي" (٤).


(١) تفسير "نور الثقلين" ج١ ص٦٥٤
(٢) "البرهان" في تفسير القرآن ج٤ ص٤٧٥
(٣) "البرهان" في تفسير القرآن ج٤ ص٤٧٥
(٤) "البرهان" ج٤ ص٢٢٦

<<  <   >  >>