للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا هو نبي في نظرهم، وذاك هو علي أفضل وأعلى من الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وبالغوا فيه عمداً وقصداً لتقليل مرتبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجاوزوا كل الحدود حتى قالوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: لما عرج به إلى السماء رأى علياً وأولاده قد وصلوا إليها من قبل، فسلم عليهم وقد فارقهم في الأرض" (١).

وروى أيضاً عن الصدوق في أماليه أن رسول الله قال:

لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي، حتى كان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، قال: يا محمد! من تحبه من الخلق؟

قلت: يا رب! علياً، قال: التفت يا محمد! فالتفت عن يساري، فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام" (٢).

وليس هذا، بل وأكثر من ذلك، لما سئل النبي:

"بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، حتى قلت: أنت خاطبتني أم علي؟ " (٣).

فعلي في كل مقام قبل نبي، فهو قبله في السماء، وقبله عند الرب، وبلغته يخاطبه الله، وبصوته يتكلم، وهو أعلى منه خلقة، وبه رفع ذكره ووضع عنه وزره، وبحرمته أجيبت دعوته، وبقوته وقيت نفسه، وحفظت روحه، وقويت عضده، وقام دينه. وبهذا قال شيعي متحضر معاصر:

بنى الدين فاستقام ولولا

ضرب ماضيه ما استقام البناء" (٤).


(١) "تفسير البرهان" ج٢ ص٤٠٤ نقلاً عن البرسي
(٢) "تفسير البرهان" ج٢ ص٤٠٤
(٣) "كشف الغمة" ج١ ص١٠٦
(٤) "أصل الشيعة وأصولها" لمحمد حسين آل كاشف الغطاء ص٦٨، الطبعة التاسعة

<<  <   >  >>