فهذا هو دين الله، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(درهم رباً يأكله الرجل وهو يعلم -أي: أنه ربا- أشد عند الله من ست وثلاثين زنية)، وقال عليه الصلاة والسلام:(الربا اثنان وسبعون حوباً، أيسره كالذي ينكح أمه في الإسلام)، وقال عليه الصلاة والسلام:(الربا اثنان وسبعون باباً أدناه كالذي يزني بأمه في الإسلام).
ولست بذلك أهون من شأن الزنا، وإنما أشدد في أمر الربا، وهكذا تحمل هذه الزواجر وهذه النواهي على المزيد في المبالغة في الزجر والوعيد والتهديد، لا التهوين من شأن المضروب به المثل، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(ما ظهر الربا والزنا في قرية إلا عمهم الله بعذاب)، أي: الصالح والطالح، وقال تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال:٢٥]، وإنما تصيب العامة ويبعث الناس على نياتهم.
لذا أقول: إن الربا قد دخل في كل بيت، بل للربا فتاوى رسمية وعمائم تبدو تارة حمراء، وتارة زرقاء، وتارة خضراء، فيزينون لهم القبيح ويحلون لهم الحرام! فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله لديننا، حسبنا الله في نبينا، حسبنا الله لشرع نبينا، حسبنا الله للحلال والحرام الذي ضاع في هذا الزمان على أيدي أناس من أبنائنا، يتكلمون بألسنتنا، ويدينون بديننا، وينهجون غير نهج سلفنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.