للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: وحُكِي عن الإمام عز الدين بن عبدالسلام أنَّه مباح، هذه الحكاية كذب صُراح، كيف وهو مُصرِّحٌ فِي كتبه بخلافه! فهو نظير الكذب السابق على أبي إسحاق، ولولا ابتُلِي الناس بهؤلاء الكذَّابين الذين لا مسكة لهم [ولا دِين] (١) لاتَّضَح الحق [وظهر الصدق، فإنَّ الحكمة الإلهيَّة اقتَضتْ ذلك ليظهر المحقُّ من المبطل، ويتحلَّى كلٌّ برداء صِدقه أو كَذِبِه] (٢) يومَ العرض الأكبر يوم تبيضُّ وجوه وتسودُّ وجوه، عافانا الله من ذلك بمنِّه وكرمه آمين.

(تَنْبِيه ثانٍ) استدلَّ أصحابُنا لتحريم الملاهي المذكورة بقوله - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ} (٣) [ز١/ ٣٣/أ] فسَّرَه ابنُ عباس والحسن بالملاهي (٤)، وبقوله - تعالى -: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (٥) فسَّرَه مجاهد: بالغناءِ والمَزَامِير (٦).

وبالحديث الصحيح أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ليَكوننَّ فِي أمَّتي أقوام يستَحلُّون الخَزَّ والحرير والخَمْر والمعازِف))؛ رواه البخاري تعليقا، ووصَلَه الإسماعيلي وأبو نعيم فِي "المستخرج"، وأبو داود بأسانيد


(١) في (ز٢): في الدين.
(٢) سقط من (ز٢).
(٣) سورة لقمان: ٦.
(٤) أثر ابن عباس أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (٧٨٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ٢٢١)، والطبري في تفسيره (٢١/ ٦١) بلفظ (ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ) قَالَ: هُوَ الْغِنَاءُ وَأَشْبَاهُهُ. وعند ابن أبي شيبة (٤/ ٣٦٨) بلفظ قال الغناء وشرى المغنية. وأورد أثر الحسن القرطبي في تفسيره (١٤/ ٥٢) بلفظ: " لَهْو الْحَدِيث الْمَعَازِف وَالْغِنَاء "، وابن كثير في تفسيره (٣/ ٤٤٣) بلفظ الْغِنَاء وَالْمَزَامِير.
(٥) سورة الإسراء: ٦٤.
(٦) أثر مجاهد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٩٨) بلفظه، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ١١٨) بلفظ: الغناء واللهو.

<<  <   >  >>