للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقام سبعاً يرجُّ الأرض فانصدعت ... عن منظر منه عين الشمس عشواء

بحر من النار تجري فوقه سفن ... من الهضاب لها في الأرض إرساء

يرى لها شرر كالقصر طائشةٌ ... كأنها ديمة تنصَبُّ هطْلاء

تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت ... رعباً وترعد مثل الشهب أضواء

فيالها آية من معجزات رسول ... الله يعقلها أقوام ألباء (١)

ومن علامات نبوته - صلى الله عليه وسلم - إخباره عن ظهور الدجالين الذين يدَّعون النبوة، فقال محذراً منهم: ((لا تقوم الساعة حتى يُبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله)). (٢)

وفي رواية: ((في أمتي كذابون ودجالون، سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين، لا نبي بعدي)). (٣)

قال ابن حجر: "وليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقاً؛ فإنهم لا يُحصَون كثرة، لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون .. وإنما المراد من قامت له شوكة، وبدت له شبهة ". (٤)

وأول النسوة الأربع اللاتي يتنبأن بالكذب سجاحُ التميمية التي ادعت النبوة في وسط الجزيرة العربية، قال ابن حجر: "وقد ظهر مصداق ذلك في آخر زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مسيلمة باليمامة, والأسود العنسي باليمن, ثم خرج في خلافة أبي بكر طليحةُ بن خويلد في بني أسد بن خزيمة, وسجاح التميمية في بني تميم .. ". (٥)

وقد نصّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنبأ عن دجالَيْن يظهر أمرهما بعده، وقد ادعيا النبوة في آخر حياته - صلى الله عليه وسلم -، وهما مسيلمةُ الكذاب في اليمامة، والأسودُ العنسي في اليمن.


(١) البداية والنهاية (٦/ ٢٥٣).
(٢) رواه البخاري ح (٣٦٠٩) ومسلم ح (١٥٧).
(٣) رواه أحمد ح (٢٢٨٤٩)، وجوَّد إسنادَه ابن حجر في الفتح (١٣/ ٩٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع ح (٧٧٠٧).
(٤) فتح الباري (٦/ ٧١٤).
(٥) فتح الباري (٦/ ٧١٤).

<<  <   >  >>