للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِيهِ نصيب وَإِنَّمَا وَقع بِسَبَب طبيعي مَجْهُول وَكَانَ فِيهِ أَمر نَافِع لإِنْسَان - كَانَ بختاً لَهُ. وَلما كَانَت الْأُمُور بَعْضهَا يتم بِأَسْبَاب طبيعية وَبَعضهَا بِأَسْبَاب إرادية وَبَعضهَا يتركب فَيكون تَمَامه بِأَسْبَاب طبيعية وَأَسْبَاب إرادية وكل وَاحِد مِنْهُمَا يتم مِنْهُ أَمر وَاحِد مَحْبُوب أَو مَكْرُوه وَإِن اخْتلفت أَسبَابه بِحَسب إِنْسَان إِنْسَان وَنَحْو غَرَض غَرَض - خُولِفَ بَين أمسائها ليدل بهَا على اخْتِلَاف أَسبَابهَا. وَمَا كَانَ من الْأُمُور لَهُ سَبَب طبيعي بعيد أَو قريب إِلَّا أَنه مَجْهُول ثمَّ عرض أَن يكون نَافِعًا لإِنْسَان من غير إِرَادَة وَلَا قصد - سمي بختاً. وَمَا كَانَ من الْأُمُور لَهُ سَبَب إرادي بعيد أَو قريب إِلَّا أَنه مَجْهُول ثمَّ عرض لَهُ أَن يكون نَافِعًا لإِنْسَان مُوَافقا لغَرَض لَهُ وَإِرَادَة - سمي اتِّفَاقًا. وَلَا يشتق للْإنْسَان اسْم من هذَيْن إِلَّا بعد أَن يتَكَرَّر لَهُ أَمر أَعنِي أَنه إِنَّمَا يُسمى مبخوتاً إِذا عرض لَهُ مَرَّات كَثِيرَة أَن تحدث أَفعَال طبيعية لأسباب لَهَا مَجْهُولَة فتتم بهَا أغراض مَطْلُوبَة محبوبة. وَأَيْضًا فَإِنَّمَا يُسمى موفقاً إِذا عرض لَهُ مَرَّات كَثِيرَة أَن تقع أَفعَال إرادية لأسباب لَهَا مَجْهُولَة فتتم وَأَنا أكشف هذَيْن الْمَعْنيين بمثالين ليضح أَمرهمَا وينكشف. على أَنِّي رَأَيْتُك تستعفي أَن تفهم معنى البخت لِأَنَّك لم تَجدهُ فِي كَلَام الْعَرَب كَأَنَّك خطرت على نَفسك أَن تفهم حَقِيقَة إِلَّا أَن تكون فِي لفظ عَرَبِيّ فَإِن عدمت لُغَة الْعَرَب رغبت عَن الْعُلُوم لَكنا - أيدك الله - لَا نَتْرُك الْبَحْث عَن

<<  <   >  >>