مَسْأَلَة نفسانية مَا عِلّة حُضُور الْمَذْكُور عِنْد مقطع ذكره وَهُوَ لَا يتَوَقَّع فِيهِ
هَذَا كثير مَعْهُود وَإِن لم يكن من بَاب الْمُعْتَاد المألوف وَلَو كَانَ من ذَلِك لسقط التَّعَجُّب وَزَالَ الإكبار وَوَقع الإشتراك. وَمن هَذَا الضَّرْب رُؤْيَة الْإِنْسَان بالالتفات من لم يكن يظنّ أَنه يرَاهُ. وَكَذَلِكَ تشبيهك بعض من يلْحقهُ طرفك بمعهود لَك حَتَّى إِذا حدقت نَحوه لم يكن ذَاك ثمَّ إِنَّك لَا تلبث حَتَّى تصادف الْمُشبه بِهِ. وَهل هَذَا كُله بالِاتِّفَاقِ وَإِن كَانَ بالِاتِّفَاقِ فَمَا الِاتِّفَاق وَهل الِاتِّفَاق هُوَ الْوِفَاق وَمَا الْوِفَاق حَتَّى يكون الْبَيَان عَنهُ بَيَانا عَن الأول أَو مطلعاً عَلَيْهِ أَو مقرباً إِلَيْهِ. الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: إِن النَّفس عَلامَة بِالذَّاتِ دراكه للأمور بِلَا زمَان وَذَاكَ أَنَّهَا فَوق الطبيعة وَالزَّمَان إِنَّمَا هُوَ تَابع للحركة الطبيعية وَكَأَنَّهُ إِشَارَة إِلَى امتدادها وَلذَلِك اشتق اسْم الْمدَّة مِنْهُ لِأَن الْمدَّة فعلة والامتداد افتعال وَأَصلهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute