للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْجَواب: قَالَ أَبُو عَليّ مسكويه - رَحمَه الله: مُعظم السَّبَب فِي ذَلِك الْحَسَد الَّذِي يعتري أَكثر النَّاس لَا سِيمَا إِذا كَانَ الْمَحْسُود قريب الْمنزلَة من الْحَاسِد أَو كَانَ فِي دَرَجَته من النّسَب أَو الْولَايَة والبلدية أَو مَا أشبههَا فَإِن هَذِه النّسَب إِذا تقاربت بَين النَّاس فاشتركوا فِيهَا ثمَّ انْفَرد وَاحِد مِنْهُم بفضيلة نافسه الْبَاقُونَ فِيهَا وحسدوه إِيَّاهَا حَتَّى يحملهم الْأَمر على أَن يجحدوه آخر الْأَمر وَلذَلِك قيل: أزهد النَّاس فِي عَالم جِيرَانه لِأَن الْجوَار وَكَثْرَة الِاخْتِلَاط سَبَب جَامع لَهُم يتساوون فِيهِ

<<  <   >  >>