والمضمر نحو: ُضرِبْتُ، وضربنا وضُرَِبتْ إلى أخر ما تقدم؛ لكن يبنى الفعل للمفعول وينوب عن الفاعل واحد من أربعة، الأول: المفعول به كما تقدم، الثاني: الظرف نحو: جُلس أمامك، وِصيم رمضان؛ والثالث: الجار والمجرور نحو: {وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ}(١٤٩) سورة الأعراف؛ والرابع: المصدر نحو: فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة، ولا ينوب غير المفعول به مع وجوده غالباً؛ وإذا كان الفعل متعدياً لأثنين جعل أحدهما نائباً عن الفعل وينصب الثاني نحو: أُعْطِيَ زيدٌ درهماً.
[باب المبتدأ والخبر]
المبتدأ هو: الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية وهو قسمان: ظاهر ومضمر؛ فالمضمر أنا وأخواته التي تقدمت في فصل المضمر؛ والظاهر قسمان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع سد مسد الخبر؛ فالأول: نحو: {اللَّهُ رَبُّنَا}(١٥) سورة الشورى؛ و {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}(٢٩) سورة الفتح؛ والثاني هو اسم الفاعل واسم المفعول إذا تقدم عليهما نفي أو استفهام نحو: أقائم زيد؟ وما قائم الزيدان، وهل مضروب العمران؟ وما مضروب العمران؛ ولا يكون المبتدأ نكرةً إلا بمسوغ، والمسوغات كثيرة منها: أن يتقدم على النكرة نفي، أو استفهام نحو: ما رجل قائم، وهل رجل جالس؟ {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ}(٦٠) سورة النمل؛ ومنها أن تكون موصوفة نحو:{وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ}(٢٢١) سورة البقرة؛ ومنها أن تكون مضافة نحو:"خمسُ صلواتٍ كتبهن الله"؛ ومنها أن يكون الخبر ظرفاً أو جارا ومجروراً مقدمين على النكرة نحو: عندك رجل، وفي الدار امرأة، ونحو:{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}(٣٥) سورة ق؛ {عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}(٧) سورة البقرة؛ وقد يكون المبتدأ مصدراً مؤولا من أن والفعل نحو:{وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ}(١٨٤) سورة البقرة؛ أي: صوموا خير لكم.