والثلاثة الباقية منصوبة لا غير، وهي النكرة غير المقصودة، كقول الأعمى: يا رجلاً خذ بيدي، والمضاف نحو يا عبدَ الله، والمشبه بالمضاف نحو: يا حسناً وجهه، ويا طالعاً جبلاً، ورحيماً بالعباد، وتقدم في باب لا التي لنفي الجنس بيان المشبه بالمضاف، وبيان المراد بالمفرد في هذا الباب والله أعلم.
[فصل في بيان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم]
إذا كان المنادى مضافاً إلى ياء المتكلم جاز فيه ست لغات: إحداها: حذف الياء والاجتزاء بالكسرة نحو: يا عبادِ، ويا قومِ وهي الأكثر، والثانية: إثبات الياء ساكنة نحو: يا عبادي، والثالثة: إثبات الياء مفتوحة نحو: يا عباديَ الذين أسرفوا، والرابعة: قلب الكسرة فتحة وقلب الياء ألفاً نحو: يا حسرتا على ما فرطت؛ والخامسة: حذف اللف والاجتزاء بالفتحة نحوك يا غلامَ؛ والسادسة: حذف اللف وضم الحرف الذي كان مكسوراً كقول بعضهم يا أم لا تفعلي بضم الميم وقرئ: ربُ السجن؛ بضم الباء وهي ضعيفة، فإن كان المنادى مضاف أبا أو أما جاز فيه مع هذه اللغات أبع لغات أخر إحداها: إبدال الياء تاء مكسورة، نحو يا أبت ويا أمت وبها قرأ السبعة غير ابن عامر وفي: يا أبت، الثانية: فتح التاء وبها قرأ ابن عامر، والثالثة: يا أبتا بالتاء والألف وبهما قرئ شاذاًن الرابعة: يا أبتي بالياء، وإذا كانت المنادى مضافاً إلى مضاف إلى الياء مثل: يا غلام غلامي لم يجز فيه إلا إثبات الياء مفتوحة ساكنة، إلا إذا كان ان عم أو ان أم فيجوز فيها أربع لغات: حذف الياء مع كسر الميم، وفتحها وبها قرئ السبعة في قوله تعالى:{قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ}(٩٤) سورة طه؛ وإثبات الياء كقول الشاعر:
يا ابن أمي ويا شقيق نفسي [أنت خلفتني لدهر شديد]
وقلب الياء ألفاً كقوله:
يا ابنة عما لا تلومي واهجعي [فليس يخلو منك يوما مضجعي]