المفعول به هو الاسم الذي يقع عليه الفعل نحو: ضربت زيداً، وركبت الفرس؛ واتقوا الله؛ يقيمون الصلاة؛ وهو على قسمين: ظاهر ومضمر، فالظاهر ما تقدم ذكره، والمضمر قسمان متصل نحو أكرمني وأخوته، ومنفصل نخو: إياي وإخوته، وقد تقدم ذلك في فصل المضمر، والأصل في أن يتأخر عن الفاعل نحو: وورث سليمان داوود، وقد يتقدم على الفاعل جوازاً نحو: ضرب سعدى موسى، ووجوباً نحو: زان الشجرة نوره، وقد يتقدم على الفعل والفاعل ومنه ما اضمر عامله جوازاً نحو: قالوا خيراً ووجوباً في مواضع منها باب الاشتغال وحقيقته أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل أو وصف مشتغل بالعمل في ضمير الاسم السابق أو في ُملابسه عن العمل في الاسم السابق نحو: زيداً اضربه، وزيدا أنا ضاربه الآن أو غداً، وزيداً ضربت غلامه، وقوله تعالى:{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ}(١٣) سورة الإسراء؛ فالنصب في ذلك كله بمحذوف وجوباً يفسره ما بعده والتقدير: اضر زيداً اضربه؛ أنا ضارب زيداً أنا ضاربه، أهنت زيداً ضربت غلامه، وألزمنا كل إنسان ألزمناه.
[فصل في المنادى]
ومنها المنادى نحو: يا عبدَ الله، فإن أصله أدعو عبد الله، فحذف الفعل وأنيب "يا" عنه، والمنادى خمسة أنواع: المفرد العلم، والنكرة المقصودة، والنكرة غير المقصودة، والمضاف، والمشبه بالمضاف.
فأما المفرد العلم والنكرة المقصودة فيبنيان على ما يرفعان به في حالة الإعراب، فيبنيان عللا الضم إن كانا مفردين نحو: يا زيدُ، يا رجلُ، أجمع تكسير نحو: يا زيودُ يا رجالُ، أو جمع مؤنث سالم نحو: يا مسلماتُ، أو مركبا مزجيا يا معدُ يكرب، ويبنيان على الألف في التثنية نحو: يا زيدان، ويا رجلان، وعلى الواو في الجمع نحو: يا زيدون.