وإن كان الكلام ناقصاً وهو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه ويسمى استثناء مفرغاً، كان المستثنى على حسب العوامل، فيعطى ما يستحقه لو لم توجد إلا، وشرطه كون الكلام غير إيجاب نحو: ما قام إلا زيد، وما رأيت إلا زيداً، وما مررت إلا بزيد، وكقوله تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ}(١٤٤) سورة آل عمران، {وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقِّ}(١٧١) سورة النساء؛ {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(٤٦) سورة العنكبوت؛ والمستثنى بغير وسوى بلغاتها مجرور بالإضافة، ويعرب غير وسوى بما يستحقه المستثنى بإلا فيجب نصبها نحو: قاموا غيرّ زيدٍ أو سوى زيدٍ، ويجوز الإتباع والنصب كما في نحو: ما قاموا غيرَُ َ زيدٍ أو سوى زيدٍ؛ ويعربان بحسب العوامل في نحو: ما قام غيُر زيد وسوى زيد، وما رأيت غيرَ زيدَ، وما مررت بغيرِ زيدٍ؛ وإذا مدت سوى كان إعرابها ظاهراً؛ فإذا قصرت كإعرابها مقدراً على الألف؛ والمستثنى بليس ولا يكون منصوب لا غير نحو: قام القوم ليس زيداً، والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز جره ونصبه بها نحو: قام القوم خلا زيداً وخلا زيدٍ بالجر، وعدا زيداً وعدا زيدٍ وحاشا زيداً وحشا زيدٍ؛ وإن جررت فهي حروف جر، وإن نصبت فهي أفعال؛ إلا أن سيبويه لم يسمع في المستثنى بحاشا إلا الجر؛ وتتصل ما بعدا وخلا فيتعين النصب ولا تتصل ما بحاشا تقول: قام القوم ما عدا زيداً وقال لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
[باب خبر كان واسم إن وخبر أفعال المقاربة]
وأما خبر كان وأخواتها وخبر الحروف المشبهة بليس وخبر أفعال المقاربة واسم إن وأخواتها واسم لا التي لنفي الجنس فتقدم الكلام عليها في المرفوعات، وأما التوابع فسيأتي الكلام عليها إن شاء الله.