للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قُبْحًا لِمَنْ نَبَذَ القُرَانَ وراءَهُ ... وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ

الشرح

عن القرآن، وكلما بَعُدَ المرء عن القرآن جمع القبائح، وكلما اقترب منه سلَّمه الله من القبائح.

قوله: (قُبْحًا) القبيح: ضد الحسن. (لِمَنْ نَبَذَ) طرح. (القران) (١) الكريم.

(وراءَهُ) فلم يلتفت إليه بل أعرض عنه ورغب عن هديه.

قوله: (وإذا اسْتَدَلََّ) في مسائل العقائد (يقولُ قالَ الأخطَلُ) ويعني بذلك الشاعر النصراني المعروف (٢)، والخطل في اللغة هو الخطأ في الكلام (٣).

ويشير الناظم رحمه الله هنا إلى شناعة ما قام به بعض المبتدعة الذين نفوا صفة الكلام عن الله - عز وجل - بحجة ضعيفة باهتة وهي بيت قاله الأخطل وهو:

إِنَّ الكلامَ لفي الفُؤادِ وإِنَّمَا ... جُعِلَ اللسانُ عَلَى الفُؤادِ دَلِيلَا

فاستدلوا بهذا البيت وقالوا: إن كلام الله هو الكلام النفسي، وإن الكلام في الحقيقة هو ما يقوم بالنفس.


(١) «الْقُرَان»: يعني القرآن، وهي لغة مشهورة وقراءة سبعية، وهي لغة الشافعي.
(٢) هو أبو مالك غياث بن غوث التغلبي، نشأ في العراق، وهو شاعر نصراني، سليط اللسان، مدمن على شرب الخمر، توفي سنة (٩٢ هـ). انظر: البداية والنهاية (٩/ ٩٧)، وتاريخ الأدب العربي ص (٦١).
(٣) مجموع الفتاوى (٦/ ٢٩٧).

<<  <   >  >>