للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأكمل وأقوى وأقرب إلى الباري تعالى من النفس الكلية (؟) والنفس الكلية أعز وألطف وأشرف من سائر المخلوقات (؟)، فمن إفاضة العقل الكلي يتولد الإلهام، ومن إشراق النفس الكلية يتولد الإلهام.

فالوحي حلية الأنبياء، والإلهام زينة الأولياء.

فأما علم الوحي فكما أن النفس دون العقل فالولي دون النبي، فكذلك الإلهام دون الوحي فهو ضعيف بنسبة الوحي، قوي بإضافة الرؤيا.

والعلم علم الأنبياء والأولياء، فأما علم الوحي فخاصٌّ بالرسل، موقوف عليهم كما كان لآدم وموسى عليهما السلام وإبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم وغيرهم من الرسل.

وفرق بش الرسالة والنبوة: فالنبوة قبول النفس القدسية حقائق المعلومات والمعقولات عن جوهر العقل الأول.

والرسالة تبليغ تلك المعلومات والمعقولات إلى المستفيدين والقابلين (١).

وربا يأتي القبول لنفسٍ من النفوس، ولا يأتي لها التبليغ؛ لعذرٍ من الأعذار، وسببٍ من الأسباب (!!!!) (٢).


(١) عجبا لهذه القرمطة في موضوع الوحي، وعجبًا أكبر لمن يجعل كتب الغزالي منهجًا لتريية الشباب على الإسلام، ويقول: إنه أعظم مفكر عرفه العالم، كالشيخ سعيد حوى. انظر: جند الله تعالى ثقافة وأخلاقًا.
(٢) ومن هذه الأسباب الخوف، وقد صرح كثير من الصوفية أنه إنما يمنعه من التصريح بفيوضاته وإلهاماته خوفه من أن يقال: إنه زنديق. فَيُقْتَل، كما قتل الحلاج، والسهروردي. يقول ابن عربي:
يا رب جوهر علم لو أبوح به ... لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا
فتأمل كلام الغزالي، وانظر أي باب فتحه لهم، وأي فرق - حسب كلامه - بين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة القادياني، ومحمد محمود طه؟!!.

<<  <   >  >>