للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهنا - في ختام هذا الفصل - أجدني مضطرًّا للنقل عن الأشاعرة المعاصرين، وسوف أقتصر على مؤلف واحد، تبيّن لي أن معظم الأشاعرة في بلاده - مثل وهب غاوجي، وسعيد حوى، ومحمد علي الصابوني، وغيرهم - إنما اقتبسوا من كلامه، ألا وهو الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي.

يستفتح الدكتور البوطي بإهداء كتابه بما يشبه الشعر الحر قائلا:

«إلى كل حرٍّ يضع عقيدته من وراء عقله ..

ويطلق عقله من أسر إرادته ..

ويفكر ليختار الذي يريد ..

ولا يريد ليفرض على عقله كيف يفكر ..

أهدي هذا الكتاب ...».

ويقول في مقدمة الطبعة الثانية عن المنهج المنطقي الكلامي: «يتحدث البعض عن منهج القرآن، وضرورة الاستعاضة عن هذا كله بمنهج القرآن، ونحن نقول لهؤلاء الإخوة: لا تنافي بين المنهجين، ولا تعطيل لأحدهما على حساب الآخر» (١)!!.

ثم يمضي في تقرير ذلك بما لا نريد الإثقال به.

ويقول في مقدمة الطبعة الأولى: «الحمد لله فاطر السماوات والأرض .. خلق الإنسان وشرفه بحمل أمانة العقل ... أرسل الرسل والأنبياء يتوالون مع الزمن في كل أمة وبقعة ومحيط: أن ذكّروا الناس


(١) كبرى اليقينيات الكونية (ص١٧ - ١٩).

<<  <   >  >>