للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بحدوث العالم في العقيدة الإسلامية إذا نظرنا للكتاب والسنة وألقينا كلام (الحكماء) (١) جملة؟. الجواب واضح مما سبق.

ثم نقول من قبيل التنزل: ما هي الأدلة العقلية التي تثبتون بها معشر الأشاعرة وجود الله، والتي يجب على كل مكلف معرفتها حتى يكون إيمانه صحيحًا ولا يكون تقليدًا؟.

إن غاية ما تستدلون به هو ذلك الدليل المكرر اليتيم: (دليل الحدوث) (٢).

فأما من تسمونهم (الحكماء) من المعطلة، فيجزمون ببطلانه من وجوه عقلية كثيرة، وقد جاء في ترجمة إمامكم الكبير صاحب (البراهين) المشهورة (الرازي) أنه (أو تلميذه الأرموي مختَصِرُ كُتُبِه) قال: «عندي كذا وكذا مائة شبهة على القول بحدوث العالم» (٣).

وأما علماء السنة فيقولون: إنه يقوم على مقدمات عقلية طويلة، منها


(١) هكذا يسمي الأشاعرةُ الفلاسفةَ في معظم ما اطلعنا عليه من كتبهم حتى المعاصرين منهم.
(٢) انظر مثلًا المواقف (ص٢٦٦).
(٣) لسان الميزان (٤/ ٤٢٨) ترجمة الفخر الرازي، وهذا يدل على أن حكايته مع العجوز لها أصل، وهي أن عجوزًا رأت موكبًا ضخمًا فتعجبت وقالت: من صاحب هذا الموكب، فقيل لها: هذا الإمام الرازي الذي جاء بألف دليل على وجود الله، قالت: لو لم يكن لديه ألف شك لما جاء بألف دليل. سبحانه ومتى غاب حتى يستدل عليه. اهـ.

<<  <   >  >>