للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المقام الذي تبرع سعده برد المغصوب، وتولت يد العناية الإلهية عقد تاج عزه المعصوب، وحكمت عوامله في سبيل الله بخفض الصليب المنصوب، مقام محل أخينا الذي) أتاه الله الحكم صبيا (، وأخلص الملك فيه لله نداءاً خفياً، فقال مشيراً إلى مكانه قبل تأتِّي الأمر وإمكانهِ، [ربِّ هبْ لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله رب رضيا] ، السلطان الكذا أمير المسلمين أبي عنان بن السلطان الكذا أمير المسلمين أبي الحسن بن السلطان الكذا أمير المسلمين أبي سعيد بن السلطان الكذا أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب، بن عبد الحق، أبقاه الله يرمي بسهام عزماته أغراض السداد فيصيبها، ويشير بيده الكريمة إلى مواهب الله العميمة، يستوفر لديها نصيبها، ويطلب ميراث سلفه في الأقطار بالحسام الماضي والقنا الخطار، فيفوز بأقصى الآمال والأوطار من الانفراد بتعصيبها، معظَّمٌ قدر إخائه ومرفع جانب علائه، وموجب فرض هنائه بنعم الله وآلائه ومؤملٌّ عزمه المعتد بمضائه الداعي إلى الله بدوام نصره وصلة بقائه حتى تربى مآثره في سبيل الله على مآثر آبائه، فلان سلام كريم، طيب بر عميم، يخص به مقامكم الأعلى، وأخوتكم الفضلى ورحمة الله، أما بعدَحَمْدِ الله الذي حفظ مركز العز منكم على من اختاره، وأظهر عنايته بالدين الحنيف، على يد سلطانكم المنيف، فمهد أوطانه، ويسر أوطاره فمتى شب ضرام فتنة أطفأت جداول سيوفكم ناره، ومتى خبأ قبس هداية رفعت أيدي ملككم مناره، ومتى استأثر منازع من إيالتكم بلباس، في سبيل اختلاس، استرجعت ما استعاره، وصرحت عاره، فملككم بفضل الله مستدرك ثاره، ويتقبل آثاره، والدهر بين يديكم مستقيل عثاره، والصلاة على سيدنا محمد رسوله الذي رفع شأنه في الأنبياء الكرام، وعظم مقداره، وجعل في أشرف الخلق قومه، وفي أشرف الأرض داره، وأعطاه لواء الشفاعة ليجير من أجاره، في اليوم الذي يسلم فيه الوليُّ وليه والجار جاره، فمن انتصر بجاهه في الملمات، وعول عليه في الشدائد المدلهمات، رضى انتصافه وحمد انتصاره، ومن توسل به فضلاً عمن زاره، أمن برحمة الله أوزاره، والرضا عن آله وأصحابه، وأسرته وأحزابه الذين ورثوا فخاره، واختاروا من سبل الحق ما اختاره، ومنعوا عن دينه أيدي العدى، وزينوه بحُلى البأس والندى، وكانوا سوره وسواره، وكاد بناؤه ينقض، وكنز الحق تحته يُفَض، فأقاموا ببيض المعالي وسمر العوالي جداره، والدعاءُ لمقامكم السعيد السعيدي بالعز الذي تؤيد قدرة الله اقتداره، والصنع الذي يجري على قطب التوفيق مداره، والنصر الذي يعمل في سبيل الله سنته وشعاره، والفتح الذي تسبح في بحره الأقلام، فلا يبلغ منها الإعلام، وإن جاش الكلام، وجادت الأحلام معشاره، فإنا كتبناه إليكم كتب الله لأيامكم الجديدة السعد السعيدة الجد من مواهبه الخارجة عن الحد، أفضل ما كتب، وخولكم من مقاسم النصر الشاذة عن الحصر أَجزل ما وهب، وجعل ملككم يستعتبه الدهر إذا عتب، ويقضي من فروض طاعته معلناً بضراعته إذا حمَّله القدر على تفريطه وإضاعته، ما رتَّب ووجب، من حمراء غرناطة حرسها الله، واليد بعلو يدكم عالية والنعم بتوالي سعادتكم متوالية، والآمال باستقامة الأحوال لإخوتكم الرفيعة الجلال حالية، والارتياح الذي يؤدي بشارة الرياح لا تخلو منه عالية، والمسرات لا تفد منها وافدة إلا تبعتها تالية، وإلى هذا وصل الله لملككم أسباب الانتظام والانتساق، وأهدى أنباءكم طيبة العرف حسنة المساق، وأطلع بدر سعادتكم في أسعد الآفاق، وأقام الدهر بين يديكم مهما تاب من ذنب، أو أعتب بعد عتبه، مقام الحيا والإطراق، حتى تخفق أحشاء الكفر رعباً من لوائكم الخفاق، ويتفق على عقيدة طاعتكم فيما لكم من الأقطار والأصقاع، ألسنة الإجماع والإصفاق. فقد وصل كتابكم البر الوفادة، الجمّ الإفادة، السافر غمامته البيضاء عن بدر السعادة، المُتْحف بصنع الله الذي خرق حجاب العادة، فاجتلينا البيان من خلل سطوره، وقرطنا الآذان بشذوره، وصَدَعنا في الحفل المشهود بمنشوره، عرفتمونا فيه بالفتح الذي فُتحت لكم أبوابه، والنصر الذي يُسرت لكم أسبابُه، والسعد الذي ضفى عليكم جلبابُه، والصُّنع الذي ناسب دولتكم المقتبلة الشباب فَراقَ شبابَه، وشرحتم بما آل إليه حال تلمسان تقبل الله توبتها، وأسعد أوبتها، وحال من كان قد تسور جدارها، واقتحم

<<  <   >  >>