من عبد الله المستعين بالله إبراهيم أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي الحسن بن مولانا أميرالمسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي سعيد بن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق، أعلى الله كلمته وزين باقتبال البشائر دولته، إلى محل أخينا الذي رسخت في صدق الإخاء قدمه، وأعربت عن خلوص الولا والسنا مناقبه السنيهُ وشِيَمُه، وظهر في كل شِعْبٍ مَن طرق المودة علَمُه وطبعت على مُصافاتنا هممه، السلطان الكذا الكذا ابن السلطان الكذا الكذا ابن السلطان الكذا الكذا، وصل الله لمجده سعداً تستنير أضواؤه، وسعياً يخفق بالنجح لواؤه، سلامٌ كريمٌ يخص أخوتكم الرفيعة الجناب ورحمة الله وبركاته. أما بعدَ حَمد الله الذي يؤتي الملك من يشاء فلا يُرَدُّ حكمه ولا يرام، ويعز من يشاء فلا يُزال سلطانه ولا يُضام، القادر على ما يشاء فله الحل والإبرام، والنقضُ والإحكام، الذي جعل الخلافة حَرَماً آمناً تجافاه الظلم والإظلام، وألف بين قلوب المؤمنين فكمل الاتفاق وحصل الالتئام، ووعد من استعان به وتمسك بسببه بالنصر الذي تخفق به الأعلام، والفَتح الذي تُطلعه من آفاق التأييد الأيام، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الذي له الاصطفاء والإكرام والحوض والشفاعة والمقام، الذي رحم بابتعاثه الأنام، ودعا إلى الله على بصيرة فاستقر الإيمان والإسلام، واقتعد بهدايته الغارب والسنام، وعلى آله وصحبه الذين هم البررة الأعلام، ولهم المضاء في نصر دينه والاعتزام، والجلاد والجدال اللذان تم بهما أمر ملته السمحة وانعقدت لها الأحكام، وصلة الدعاء لهذا الأمر العَليِّ المؤيد الكريم الإِمامي المظفر المطاع السلطاني الإِبراهيمي المستعيني بالمصر الذي لعقده الوثوق والإحكام، والفتوحات التي لها في سلك دولته الاتساق والانتظام، فإِنا كتبناه إليكم كتب الله لكم سعداً لا يفارق الدوام، وعزاً لا ينفصل منه متصل ولا ينقص منه تمام، من حضرتنا العلية المدينة البيضاء مَهَّدَها الله تعالى وخلَّدها، وقد صدَّق الله تعالى أمل الإسلام فينا، وحقق اقتداءنا بأسلافنا الكرام رضوان الله عليهم في إحراز ملكهم الشامخ وتأسّينا، وزُهِي بنا منبر الخلافة وسريرها، وجرت بنظرنا الصالح وتدبيرنا الناجح أمورها، وأعطانا الملك صفقة الرضا والقبول، واستبشرنا بمحبة الله التي قام عليها من محبة الناس أوضح دليل، والحمد لله على ذلك حمداً يصل النعم بمثلها، ويوجب المزيد لمُسْتَمْنَحِهَا بالشكر ومُسْتَجْرٍ لها، وَوُدكم من ثوابت الغِيَر سليم، والحب كما تعلمونه ثابت صميم، واهتمامنا بمناصرتكم وَثِقُ العقود وإيثارنا لمعاضدتكم محفوظ العهد، والله يصل ذلكم لوجهه كفيلاً برضاه، وافياً بزيادته وحسناه، وإلى هذا وصل الله سعودكم ووالى تأييدكم، فإنا كنا قدّمنا لجلالكم التعريف بما سنّاه الله تعالى من محو آثار الفجرة الأشقياء، الذين بَغوا الفسادَ في الأرض بعصيان ربِّ السماءِ، وفسحوا مجال الأطماح في إحراز الملك الشامخ البناء، واحتالوا بالتضييق على حضرتنا ليغتالوا، وهمُّوا في كيد أمرنا العلى فلم ينالوا، ولما تيقنوا أن الله سبحانه أعلى بالخلافة وإظهار الدعوة يدَنا، وصدع قلوبهم الرعبُ الذي سبق بين يدينا وتقدَّمَنا، فَشُتَّ شمل ضلالهم، وانصرمت حبال آمالهم، وانفض من حولهم الأولياء الذين أكرهوا وقلوبهم مُطمئنة بالطاعة، وسلمت عقودُ ضمانهم من أن ينفث فيها مخالفة الجماعة، وانصرفوا عنه يهتدون بلائح أنوارنا، وَيعْشونَ إلى ضوء نارنا، فشرحنا صدورهم بالوعد الجميل، وفسحنا لهم مجال التأميل، وقفلنا إلى حضرتنا الكريمة والنصرُ قد ألقى إلينا مقاليد البلاد، والتأييدُ قاد لنا طلائع الفتح مشرفة الهواد، والتمكين قد أقر جنوب السيوف في مضاجع الأغماد، ولما وقع الحق بإظهار هذه الدعوة الواضحة السناء، وبطل ما كانوا يعملون في التضييق على من كان بها من الأولياء، وعصم الله سبحانه حضرتنا العليَّة من أن يجيش صدرُها بِجَمْعهم الذَّميم، أو يعْلَق كفُّنا منهم بالحبل الرَّميم، ونأت بجانبها عن دواعيهم، واستصعبت على عزائمهم ومساعيهم، بادر وزيرنا الحظي لدينا الشيخ الأجل الأعز الأسنى الأرفع الأخلص الأكمل أبو علي