ومن ولد ذي الحَصِيرين: أُبَيَّهُ بنت عُقبة بن زَحْر بن ذي الحصيرين، " القائلة لأبيها زَحْر "، وكان زَوَّجها من رجل من هَمْدان، فقالت أُبَيَّةُ:
فقل لأبي زَحْرٍ إذا ما لقيتَهُ ... فَفِيمَ المَوَالي مِنْ رُكوبِ النَّجَائِبِ
" الأَوس ".
في الأنصار: الأوسُ بن حارثة بن ثَعلبة العَنْقاء بن عَمرو مُزيقياء، وفي خزاعة: الأوس بن حارثة.
وفي ربيعة: الأوسُ بن تَغلب.
" أسْلَم " أسْلُم بن الحاف بن قُضاعة.
وقيل: إن اسم قُضاعة: عمرو بن مالك بن عمرو بن مُرَّة بن زيد ابن مالك بن حِميْر.
وفي قضاعة كلام طويل ليس هذا موضعه.
ومن أَسْلُم: عُذرة، المَعروفون بالعشق والرقة.
ومنه أيضاً: بنو نَهد " وسيرد لهاتين القبيلتين إن شاءَ الله ذكر مُستقصى في مواضعه من هذا الكتاب، فلذلك ذكرناه ههنا ذكراً مخففا ".
ورأيت بخط شِبْل النَّسابة: قال أبو هريرة: كان حَوْتكة بن سُود ابن أَسْلُم، صاحب فرعون بمصر.
ولا أدري ما صحة ذلك.
أسْلم بن القِيانة بن غافق بن الشِّاهد بن عَكّ.
وقيل: إن اسم عك: الحارث، واختلفوا في نسبه، فقال قوم: هو عك بن عدنان بن عبد الله بن الأَزْد بن الغوث. وقال آخرون، وكأنه أثبت: هو عك بن الدِّيث بن عدنان بن أدَد.
وفي ذلك يقول الكُمَيتُ بنُ زَيد الأَسَدِيّ:
لعَكٍّ في مَناسبها مَسَارٍ ... إلى عَدْنَان واضحةُ السَبيل
وقال عبَّاس بن مِردْاس السُّلميُّ:
وعَكِّ بنُ عَدْنانَ الَّذين تلَعَّبُوا ... بغَسَّانَ حَتىَّ طُرِّدوا كُلَّ مَطْرَدِ
وقال عبَّاس هذا الشعر يفخر بغلَبة عَكٍّ على غسَّان، وذلك أَن غسَّان ماء باليمن، فكان على هذا الماءِ بنو عامر، وامرؤ القيس، وكُرز بنو ثَعلبة بن مازن بن الأزد، وكان عليه أيضا غير هؤلاء من الأزد، وكانت عكّ بن عدنان في أسفل ذلك الماء، وكانوا فيه زمنا، ثم إن راكبا جاء حتى وقف على غَسَّان، فاسْتَسْقاهم، فسقَوه لَبنا مُرْغِياً. ثم أتى عَكَّا، فسقوه لبنا ضَيْحاً " أي رَقيقا "، فقال لهم: مالي أرى لبن إخوتكم مُرْغياً ولبنكم ضَيْحاً؟ فقالوا: والله ما نعلم، إنَّ شِرْبنا لواحد. إلاَّ أنهم في عُلاوَته ونحن في سُفالته.
قال: فذلك الذي أرغى لبنكمٍ، وذاك أنهم يشربون صفو الماءُ وتشربون كدره، ويرعون أَنف الرَّعي، وترعون غدره وتسرح إبلهم مُستقبلة الريح بأَفئدتها، مُستدبرة الشمس بضَرَّاتها. فجاءت عَكٌّ يطلبون من غسان الُمناقلة في المنازل، فغضبت غَسَّانُ، وقاتلوهم وهزموهم، وأعطتهم عَكٌّ الإِتاوةَ تسعا وعشرين سنة أو كَوْها.
ثم إنه نَشأَ في عُكٍّ غلام مارد، يقال له سَمَلَّقَة بن مُرة بن الفجَّاع أحد بني غافق بن الشاهد بن عَكٍّ، فحمل قومه على قتال غَسَّان. في حديث طويل، فقاتلوهم فانهزمت غَسَّان يومئذ.
وفي هذا اليوم قيل:
غَسَّانُ غَسَّانٌ وعكٌّ عكُّ ... والأَشعريُّون رجال صُك
سيعلمون اليوم من أَرَكُّ
يعني بالأشعريين: بني الأشعر بن أَدد، إِخوة عدنان بن أدد وكان اسم الأَشعر: نَبْت، ويقال، والله أَعلم: إنهم انتسبوا في اليمن فقالوا: الأَشعر، هو نَبْت بن أَدد بن زيد بن يَشْجُبُ بن عَريب بن زيد ابن كهلان بن سَبأَ بن يَشْجُبُ بن يَعْرب بن قحطان.
وسَمَلَّقة هذا أَول من جَزَّ ناصية أَسير وأَطلقه، ولم تكن إليه رياسة عَكٍّ يومئذ، وإنما كان سَمَلَّقة صاحب الحرب، وكان رئيسهم رجلا منهم، يقال له: ربيعة بن عمرو.
ولما انفضَّت غَسَّان في هذا اليوم مضت حتى هبطت بطن مُرِّ، فتخزَّعت خُزاعة عنهم، فأَقامت بها، ومكثت الأَوس والخزرج بِيَثْرِب وخرجت قبائل غَسَّان إِلى الشام يُؤدون الجِزية إلى سَليح، وكان لهم في ذلك حديث طويل.
وفي عكّ بن عدنان يقول سَلَمة بن قَيْس العُكْليّ:
سَيبلغُ قَذْفي نَهْشَلاَ أَن مَجْدها ... قصير وقولي شَتْمُه وقَصائدهْ
ويأَتي على الفَوْرَين دون مَحَجَّر ... ويَصْعد في عكّ بن عَدنان ناشدُهْ