للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو المنذر: كان يقال لقيس بن هَذْمَة، ولقَيْس بن عَتّابَ ابن أبي حارثة: القَيْسَان.

وفي مُزِينة: هَذْمَة بن لاطِم بن عثمان بن عمرو بن أُدَّ بن طابِخة، واسمه: عمرو بن إِلياس بن مُضَر.

وأُم عثمان بن عمرو، وأوس بن عمرو: مُزَيْنَة بنت كَلْب بن وَبَرة، فبها يُعرفون.

ومن هَذْمَة: آل زُهير بن أَبي سُلْمى. وقد استقصينا ذكرهم وذكر غيرهم في مُزَينة في كتاب " أدب الخَواص ".

ومن هُذْمَة: مَعْقِل بن يَسَار بن عبد الله بن مُعَبَّر بن حُرَاق بن لأَيْ ابن كعب بن عبد ثَور بن هَذْمَة.

وكان معقل يُكنى: أبا عبد الله، وصحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان زياد بن أبيه حَفَرَ نهر مَعْقِل بالبصرة، وأجرى احتفاره على يديْ عبد الرحمان بن أبي ذُكْرَة، أو غيرهُ، فلما فرغ منه وأراد فَتْحه بعث مَعْقَل بن يَسار فَفَتَحَهُ ببركاته، لأنه من أصحاب رسول الله، صلى الله عله وسلم، فأعطى زياد رجلا ألف درهم، وقال: أبلُغ دجلة وَسَلْ عن صاحب النهر من هو؟ فإن قال لك رجل: نهر زِياد فأعطه الألف الدرهم، فبَلَغَ دجلة، ثم رجع فقال: ما لقيت أحداً فبَلَغَ دجلة، ثم رجع فقال: ما لقيت أحداً إلا يَقول: نهر مَعْقِل، فقال زياد: ذلك فَضْلُ الله يُؤتيه من يشاء.

وإليه نسب الرُّطب المَعقِلي، لأنَّه أوَّل ما ظهر في نخْل هذا النَّهر.

" هَزْومَة ": وفي طَيِّئ: هَزُومة، وهو أبو أَخْرَم بن ربيعة بن جَرْوَل بن ثُعل ابن عمرو بن طَيِّئ.

قال أبو المنذر: سُمِّيَ هَزوم، لشَّجة أصابته في رأسه.

" هَرْمَة ": وفي قُريش، ثم في فِهْر منها: هِرْمة بن.....، ومنهم: ابن هَرْمة الشاعر الذي كان يقول فيه أيو عبد الله محمد بن الأعرابي، مولى مجالد، ومُجَالِد: مَولى أبي جعفر المنصور: خُتِم بابن هرمة الشِّعر.

واجتاز يوما بالمدينة على إخوان له، وهو بأقبح حال تكون من السُّكْر، فلاموه لمَّا صَحَى، فقال: يا سُبحانَ الله ما أَعْجَبَكُم! أيا في طلب مثل هذه السَّكْرة منذ حين. أما سمعتوني أقول:

أسأَل الله سكرةً قبل موتي ... وصِيّاح الصِّبيانِ يَا سَكْران

وقال ابن هَرْمة:

ما أَظنّ الزَّمان يا أُمَّ عَمْرِو ... تاركاً إِنْ هَلْكتُ من يَبْكيني

قَالَ مُصْعَبُ الزُّبيري: فأخبرني من رأى جَنَازتهُ، وما معها إِلا أربعة يحملونها حتى دفنُوه بالبَقِيع.

وحَدَّثَني بعض أصحابنا، قال: سأَله أبو جعفر من القائل:

وَمَهْما أُلام على حُبِّهم ... فَإِني أُحِبُّ بني فَاطِمهْ

بُني بِنْتِ مَنْ جَاءَ بِالمُحْكَمَا ... تِ وبالدِّين والسُّنَّة القَائِمهْ

فقال: قائلها من مصَّ بظر أُمَّه، فلما خرج قال له ابنه، وكان معه: ألست قائلها؟ قال: يا بُني، أيما خير: أمُصَّ أو يأخذني ابن قَحطبة؟ وقال عيسى بن عَليٍّ بن عبد الله بن العباس: كنت جالسا عند أبي جعفر حين دخل عليه ابن هَرْمة، فقال: يا عم؟، ما رأيته هممتُ بقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين، أليس الذي يقول فيك:

كَرِيمُ لَهُ وَجْهانِ وَجْهٌ له الرِّضَا ... أَسيلٌ ووجْهٌ في الكَريهةِ بَاسِلُ

لَهُ لَحَظات عن حِفَاف سَرِيره ... إِذا كَرَّها فيها عِقَابٌ ونائِلُ

فقال: نعم، أو ليس الذ يقول في عبد الواحد بن سُليمان ابن عبد الملك بن مروان:

إذَا قيلَ مَنْ خَيْرُ من يُجْتَدَى ... لِمُعْتَرِّ فِهْرٍ ومُحتاجِها

ومن يُعْمل الخيلَ يَوْمَ الوَغَى ... بإلجامها قبل إسراجها

أَشَارتْ نِساءُ بني مالك ... إِليك به قَبْل أَزواجها

وقال عيسى بن عليٍّ: ما زال المنصور يشاورنا في أمةره حتى مَدحه ابن هَرْمة فقال:

إِذَا مَا أَرادَ الأَمْرَ نَاجَى ضَميرَهُ ... فَنَاجَى ضَميراً غَير مُختلفِ العقلِ

ولَمْ يُشْرِك الأَدْنَيْنِ في جُلِّ أَمْرِهِإِذا انْتَفَضَتْ بالأَضْعفينِ عُرى الحَبْلِ

وكان أبو جعفر، لمَّا ابتنى مدينته، كتب إلى عُمَّاله في كل ناحية وبلد، يأْمرهم أن يُوجهوا إليه بالخُطباء والشُّعَراء، فوجه إليه أهل المدينة خطباءَهم وشُعراءَهم، وفيهم ابن هَرْمَة.

<<  <   >  >>