حدثنا أحمد بن يزيد المهلبي قال، حدثني أحمد بن أبي طاهرٍ قال، حدثني أبو تمام قال، حدثني أبو عبد الرحمن الأموي قال: وصف ابن لسان الحمرة، وهو ربيعة بن حصن من بني تيم اللات بن ثعلبة، قوماً بالعي فقال: منهم من ينقطع كلامه قبل أن يصل إلى لسانه، ومنهم من لا يبلغ كلامه أذن جليسه، ومنهم من يقتسر الآذان فيحملها إلى الأذهان عبأً ثقيلا.
حدثني أحمد قال، حدثني أحمد قال، حدثني أبو تمامٍ قال: كان يزيد بن الحصين بن تميم السكوني لا يعطي، فإذا أعطى أعطى كثيراً، ويقول: أحب أن تكون مواهبي كتائب كتائب، ولا أحب أن تكون مقانب مقانب.
حدثنا أحمد قال: حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو تمامٍ عن رجلٍ من كلبٍ قال: كنت مع يزيد بن حاتمٍ بإفريقية، فاعترض دروعاً وبالغ فيها، وكانت جياداً، فقيل له في ذلك، فقال: إنما أشترى أعماراً لا دروعا!.
حدثني أحمد بن يزيد قال، حدثنا أبي عن عمه حبيب بن المهلب قال: ما رأيت قط رجلاً مستلئماً في حربٍ إلا كان عندي بمنزلة رجلين اثنين، ولا رأيت رجلين حاسرين في حربٍ قط إلا كانا عندي بمنزلة رجلٍ واحدٍ.
حدثنا أحمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو تمامٍ قال، حدثني كرامة قال: قدم رجل من ولد معدان بن عبيد المعني من عند البرامكة، فقلنا له: كيف تركتهم؟ فقال: تركتهم وقد أنست بهم النعمة حتى كأنها بعضهم! قال أبو تمام، قال كرامة: فحدثت بهذا ثعلبة بن الضحاك العاملي فقال: لقد سمعت من بعض أعرابكم نحواً من هذا: قدم علينا غسان بن عبد الله بن خيبري في عنفوان خلافة هشام، فرأى آل خالد القسري، فقال: إني أرى النعمة قد لصقت بهؤلاء القوم حتى كأنها من ثيابهم! قلت: فإن صاحب هذا الكلام ابن عم صاحب هذا الحديث فيما أرى، أما ترى كلامه ابن عم كلامه؟.
حدثنا أحمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو تمامٍ قال، حدثنا كرامة قال: تكلم رجل في مجلس الهيثم بن صالح فهذر ولم يصب، فقال: يا هذا، بكلام أمثالك رزق الصمت المحبة!.
حدثنا أحمد بن يزيد قال، حدثنا أحمد، قال حدثنا أبو تمامٍ قال، حدثني سلامة بن جابر النهدي قال: سمعت أعرابياً يصف قوماً لبسوا النعمة ثم عروا منها، فقال: ما كانت نعمة آل فلانٍ إلا طيفاً ولى مع انتباههم!.
حدثنا أحمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو تمامٍ عن سلامة بن جابر قال: سأل هشام أسد بن عبد الله القسري عن نصر بن سيارٍ وكان عدوه فقال: ذلك رجل محاسنه أكثر من مساويه، لا يضرب إلا انتصف منها، لا يأتي أمراً يعتذر منه، قسم أخلاقه بين أيام الفضل، فجعل لكل خلقٍ نوبةً، لا يدري أي أحواله أحسن، ما هداه إليه عقله، أو ما كسبه إياه أدبه! فقال هشام: لقد مدحته على سوء رأيك فيه، فقال: نعم، لأني فيما يسألني أمير المؤمنين عنه كما قال الشاعر:
كَفى ثَمَناً لما أَسْدَيْتَ أَنِّي ... صَدَقْتُكَ في الصَّديقِ وفي عِدَاى
وَأنِّي حين تَنْدُبُنيِ لأَمْرٍ ... يكُونُ هَواكَ أغْلبَ مِن هَوَاى
قال: ذاك الظن بك.
حدثنا أحمد قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو تمامٍ قال، حدثني محمد بن خالد الشيباني قال: قال رجل يوماً لرقبة بن مصقلة العبدي: من أي شيء كثرة شكك؟ قال: من محاماتي عن اليقين!.
حدثنا أحمد بن يزيد قال، حدثنا أحمد بن أبي طاهر قال، حدثني أبو تمام قال، حدثني أبو عبد الرحمن الأموي قال: ذكر الكلام في مجلس سليمان بن عبد الملك فذمه أهل المجلس، فقال سليمان: كلا، إن من تكلم فأحسن، قدر على أن يسكت فيحسن؛ وليس كل من سكت فأحسن، قدر أن يتكلم فيحسن.
حدثنا أحمد قال، حدثنا أحمد بن أبي طاهرٍ قال، حدثني أبو تمام قال، حدثني شيخ من بني عدي بن عمرو قال: نزلت عندنا أحوية من طيئ، فكنت أتحدث إلى فتىً يتحدث إلى ابنة عمٍ له، وهو من أقرح الناس كبداً، فسار فريقها الأدنى إلى الغور، وغبر في أهل بيته، فاشتد جزعه، فقال: يا ابن عم، إن الصبر عن المحبوب أشد من الصبر على المكروه.