للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أخبر الله إبراهيم الخليل عليه السلام -الذي يزعم اليهود الانتساب إليه- بهذا: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.

وطالما أن الله لم يفضل قوماً لأصلهم وجنسهم، فإن الله فضل بني إسرائيل بسبب إيمانهم بالله، واتباعهم لرسله، وعملهم الصالحات.

وقد وردت آياتٌ تقرر هذا المعنى:

قال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}.

وقال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.

ثم إن تفضيل بني إسرائيل كان على عالمي زمانهم، وهم الأقباط والفراعنة المصريون، والكنعانيون وغيرهم من سكان فلسطين. وهؤلاؤ كان كافرين وثنيين، بينما كان بنو إسرائيل موحِّدين، ومن الطبيعي أن يفضل الله المؤمن الموحد على الكافر الوثني. ولهذا أنجاهم الله من الفراعنة، وأغرق الله فرعون وقومه، ونصرهم على القبائل الكافرة في بلاد الشام.

ماذا فعل اليهود بعد ذلك؟ كفروا بالله، وعصوا رسله، وقتلوا أنبياءه، وحرفوا كتبه، ونقضوا عهدهم معه، فبدل الله تفضيله لهم إلى غضبه عليهم، وأحل بهم سخطه ولعنته.

<<  <   >  >>