التعاون بين المسلمين ضرورةٌ حياتية، وحقيقةٌ بدهية. ولكن هذا التعاون نوعان: تعاونٌ مطلوب، وتعاونٌ ممنوع. وهذا الحكم حسب المجال الذي يكون فيه التعاون. فهو مطلوبٌ مندوبٌ مرغوبٌ فيه عندما يكون مجاله مباحاً، وميدانه مسموحاً، ووسائله مشروعة. بينما يكون ممنوعاً محرَّماً منهياً عنه، عندما يكون مجاله محرَّماً، ووسائله غير مشروعة.
وهذه الآية تشير إلى النوعين، وتعرِّفنا على المجالين، وتبين لنا متى يكون مطلوباً، ومتى يكون ممنوعاً.
التعاون مطلوبٌ مرغوبٌ فيه، عندما يكون على البر والتقوى. والتعاون محرَّمٌ منهيٌّ عنه، عندما يكون على الإثم والعدوان.
ويقوم بعض المحرفين في هذا الزمان -وما أكثرهم- بتحريف معنى هذه الآية، والاستشهاد فيها في غير ما سيقت له، وما لا تدل عليه.