فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أيها الناس لتؤولون هذه الآية هذا التأويل! وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثُر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سراً - دون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم -: إِن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى على نبيه، يرد علينا ما قلنا:{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
وكانت التهلُكة: إلِإقامة على الأموال وإصلاحها، وترْكُنا الغزو.
فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله، حتى دفن بأرض الروم.
[٣ - ابن عباس يستدرك على ابن عمر في إتيان الزوجة]
روى البخاري عن نافع مولى ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن ابن عمر قال:{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}. قال: يأتيها في ... قال الحميدي: يعني في الفرج.
روى البخاري عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذتُ عليه يوماً - يعني جلست أستمع لقراءته - فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان - وهو في الرواية السابقة " فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " - فقال: أتدري فيم أُنزلت؟ قلت: لا. قال: نزلت في كذا وكذا، ثم مضى. وفي رواية غير البخاري أنه قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن.