تتحدث هذه الآيات عن مصدر القرآن، فتقرر أنه في كتابٍ مكنون، والكتاب هو اللوح المحفوظ، وأنه لا يمسه إلا المطهرون، لأنه تنزيل من رب العالمين.
وقد حمل كثيرٌ من الفقهاء الكتابَ المكنون على المصحف الشريف، والمطهرون على المسلمين الذين يلمسونه ويقرأون فيه.
ولهذا أصدروا فتوى عامة مضمونها: إنه لا يجوز للمسلم المحْدث حدثاً أصغر -أي غير المتوضئ- أن يلمس المصحف الشريف، ولا أن يقرأ القرآن. واستدلوا بهذه الآية. ووجه استدلالهم بها: أن المطهَّرين هم المسلمون المتوضئون، وطالما أن الآية تحصر لمس المصحف بهم، فإن غير المتوضئين غير مطهَّرين، ومن ثم فلا يجوز لهم مسّ المصحف.
ونرى أن هذا فهمٌ غير دقيق للآية، وتفسيرٌ غير مقبولٍ لها، ومن ثم فهو استدلال غير صحيحٍ منها. إن الآيات لا تتحدث عن المسلمين