المتوضئين، ولكنها تتحدث عن مصدر القرآن، وعن طريقة توصيله لمحمد عليه الصلاة والسلام، وتبطل شبهات الكافرين حول ذلك.
فقد زعم الكفار أن الجن والشياطين هم الذين يؤلفون القرآن، ويوحون به للرسول عليه الصلاة والسلام، فهو كلام الشياطين وليس كلام الله!
وقد أبطل القرآن هذه الشبهات ورد على هذه الأكاذيب في مواضع عديدة منه. من ذلك قول الله تعالى في سورة الشعراء: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأوَّلِينَ (١٩٦) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
ونفى أن تكون الشياطين هي التي أوحت به، في نفس سورة الشعراء فقال: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}.
وآيات الواقعة -موضوع البحث- تتحدث عن نفس الموضوع، وتقرر أن القرآن في كتاب مكنون، وهو اللوح المحفوظ، وأن الشياطين والجن لن يصلوا إليه، لأنهم عن السمع معزولون -وإن الذين يلمسونه هناك ويحملونه، أو يوصلونه للرسول عليه السلام هم الملائكة- وجبريل عليه السلام على وجه الخصوص.
وحول معنى الآيات يقول الأستاذ الإِمام سيد قطب: " إنه لقرآن كريم، وليس كما تدّعون قول كاهن ولا قول مجنون، ولا افترى على الله من أساطير الأولين، ولا تنزلت به الشياطين ... إلى آخر هذه الأقاويل. وإنما هو قرآنٌ