وعلى كل من ينظر في القرآن، ويرغب في حسن فهمه والتلقي عنه، ويرغب في استنباط أحكامه ومعانيه ودلالاته، أن يتحرز عن كل ما يحجبه عن القرآن، وأن يتجنب كل ما يقف حاجزاً بينه وبين أنوار القرآن، وأن يكون حذراً من أن يقع قي أيٍ من المعوقات التي تعيقه عن ذلك.
من المعوقات أضداد ما ذكرناه سابقاً، بحيث لا يُحصِّل العلوم الضرورية ليستخرج بها بعض علوم القرآن.
ومن المعوقات أن لا يراعي الآداب التي ذكرناها من قبل، كأن لا يتمتع بالموهبة والفطنة والذكاء، أو لا يطبق الإسلام على حياته وواقعه، أو لا يتمتع بالعقلية العلمية المنهجية، ولا يشحذها وُيريِّضها وينمِّيها، أو يدخل عالم القرآن بمقررٍ سابق، وثقافةٍ دخيلةٍ غريبة، ونيةٍ مغرضةٍ مدخولة، أو لا يتحرك بالقرآن في مواجهة الجاهلية، أو يكون متكبراً مزهواً متبختراً.
ويضاف إلى ذلك حذره من المعوقات التالية:
١ - التهجم على بيان مراد الله من كلامه مع الجهل بقوانين وأصول الشريعة.
٢ - الخوض فيما استأثر الله بعلمه من الغيوب المستقبلية.