للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونجحوا -في هذا العصر- في تحقيق ذلك، في غفلة من المسلمين الذين تركوا دين الله، فاستحقوا سخطه وغضبه، وهزمهم اليهود في الحروب، وأقاموا كيانهم في الأرض المقدسة.

وصاروا يقنعون الآخرين على أنهم أصحاب حق في البلاد، وأنهم ينفِّذون الوعد الذي أعطاه الله لهم، وأن الله كتب هذه الأرض المقدسة لهم، وقرر أن تبقى لهم إلى قيام الساعة.

وأوردوا هذه الآية دليلاً على ما يقولون، وجعلوها شاهدة على ما يزعمون، إنها تقرر أن الله كتب لهم الأرض المقدسة، فلماذا يحال بينهم وبينها؟.

وقد يُخدع بعضهم بكلام اليهود، ويصدقون تفسيرهم لهذه الآية، ويسلمون لهم بالحق المطلق في الأرض المقدّسة!!.

فما معنى الآية؟ وما هو الفهم السليم لها؟.

نقول إن الله قد كتب لهم الأرض المقدسة، هذا صحيح. لكنها ليست كتابةً دائمة حتى قيام الساعة، وإنما هي كتابة موقوتة.

كتبها لهم عندما كانوا مؤمنين موحدين صالحين، وكان الآخرون الذين فيها كافرين وثنيين، إن المؤمنين أوْلى من الكافرين بتملُّك البلاد والإقامة فيها، فكيف الأرض المقدسة فلسطين؟.

وحقق الله لليهود هذا الوعد. ودخلوا الأرض المقدسة بقيادة العبد الصالح " يوشع بن نون "، وأقاموا فيها دولةً إسلاميةً إيمانيةً مزدهرة، بلغت أوْج تقدمها أثناء حكم داود وابنه سليمان عليهما السلام ..

ثم خرجت يهود عن الشرع الرباني، وارتكبت من المعاصي والجرائم ما ارتكبت، واستجلبت بذلك غضب الله وسخطه ولعنته وعذابه، وفقدت

<<  <   >  >>