للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقر بعيني أن أرى لك منزلاً ... بنعمان يزكو تربه ويطيب

وأرضا بنوار الأقاحي صقيلة ... تردد فيها شمأل وجنوب

وأي حبيب غيب النأي شخصه ... وحال زمان دونه وخطوب

تطاولت الأعلام بيني وبينه ... وأصبح نائي الدار وهو قريب

يقولون: مشغوف الفؤاد مروع ... ومشغوفة تدعو به فيجيب

عفافي من دون التقية زاجر ... وصونك من دون الرقيب رقيب

وفي القلب داء في يديك دواؤه ... ألا رب داء لا يراه طبيب

وقال زهير بن أبي سلمى:

كم للمنازل من عام ومن زمن ... لآل أسماء بالقفين فالركن

لآل أسماء إذ هام الفؤاد بها ... حيناً، وإذ هي لم تظعن ولم تبن

وإذ كلانا إذا حانت مفارقة ... من الديار، طوى كشحاً على حزن

فقلت ... والدار أحياناً يشط بها

صرف الأمير على من كان ذا شجن

لصاحبي وقد زال النهار بنا ... :

هل تؤنسان ببطن الجو من ظعن

يقطعن أميال أجواز الفلاة، كما ... يغشى النواتي غمار اللج بالسفن

وقال النابغة الذبياني:

أهاجك من أسماء ربع المنازل ... بروضة نعمى فبرق الأجاول

أربت بها الأرواح حتى كأنما ... تهادين أعلى تربها بالمناخل

عهدت بها حيا كراما فبدلت ... خناطيل آرام الظباء المطافل

وقال زهير:

لسلمى بشرقي القنان منازل ... ورسم بصحراء اللبيين ماثل

أتى عام حلت صيفه وربيعه ... وعام وعام يتبع العام قابل

تحمل عنها أهلها، وخلت لها ... سنون، فمنها مستبين وحائل

طربت، وقال القلب: هل دون أهلها ... لمن جاورت إلا ليال قلائل؟

وقال عدي بن الرقاع:

أتعرف بالصحراء شرقي شابك ... منازل أعراها الأنيس وملعبا؟!

ظللت أرائيها صحابي، وقد أرى ... بها أهلها من بين غر وأشيبا

ومحتجبات بالستور، كأنما ... تجن ستور الخز منهن ربربا

أخطرة شوق في الفؤاد تعرض ... لتنكأ قلباً مستهاما معذبا

وقال ذو الرمة غيلان:

خليلي عوجا من صدور الرواحل ... بجمهور حزوى فابكيا في المنازل

لعل انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد أو يشفى نجي البلابل

دعاني، وما داعي الهوى من بلادها ... إذا ما نأت خرقاء عني

بغافل

وقال أيضاً:

ألا حي المنازل بالسلام ... على بخل المنازل بالكلام

لمى باللوى درجت عليه ... رياح الصيف عاماً بعد عام

ألا يا ليتنا يا مي ندري ... متى نلقاك في عرج اللمام

[يريد بعرج اللمام] اختلاف داريهما.

وقال أيضاً:

أمنزلني مي سلام عليكما ... على النأي، والنائي يود وينصح

ولازال من نوء السماك عليكما ... ونوء الثريا وابل متبطح

وإن كنتما قد هجتما راجع الهوى ... لذي الشوق حتى ظلت العين تسفح

أجل عبرة كادت لعرفان منزل ... لمية لو لم تسهل الماء تذبح

إذا غير النأي المحبين لم أجد ... رسيس الهوى من حب مية يبرح

فلا القرب يدني من هواها ملالة ... ولا حبها إن تنزح الدار ينزح

تصرم أهواء القلوب ولا أرى ... نصيبك من قلبي لغيرك يمنح

وبعض الهوى بالهجر يمحى فينمحي ... وحبك عندي يستجد ويربح

وقال ذو الرمة أيضاً:

ألا أيهذا المنزل الدارس اسلم ... وأسقيت صوب الباكر المتغيم

وإن كنت قد هيجت لي دون صحبتي ... رسيس هوى من حب مية مسقم

هوى كادت العينان يفرط منهما ... له سنن مثل الجمان المنظم

أحب المكان القفر من أجل أنني ... به أتغنى باسمها غير معجم

وقال الحارث بن خالد:

إني وما نحروا غداة منى ... عند الجمار تئودها العقل

لو بدلت أعلى منازلها ... سفلاً، وأصبح سفلها يعلو

فيكاد يعرفها الخبير بها ... فيرده الإقواء والمحل

لعرفت منزلها بما ضمنت ... مني الضلوع لأهلها قبل

وقال البحتري:

جئنا نحيي من أثيلة منزلاً ... جدداً معالمه بذي الأنصاب

أدى إلى العهد من عرفانها ... حتى لكاد يرد رجع جوابي

وقال أيضاً:

<<  <   >  >>