للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذن لعصيتهم في حب سلمى ... على ما كان من حسك الصدور

فيا للناس كيف ملكت أمري ... على شيء ويكرهه ضميري

قلت: ذكرت هذا الخبر لما في الشعر من ذكر الديار.

وقال يزيد بن عبد المدان:

عفا من سليمى بطن غول فيذبل ... فغمرة فيف الريح، فالمتنخل

ديار التي صاد الفؤاد دلالها ... وأغرت به يوم النوى حين نرحل

فإن هي صدت عن هواي وراعها ... نوازل أحداث وشيب مجلل

فيا رب خيل قد هديت بشطبة ... يعارضها عبل الجزارة هيكل

تواغل جرداً كالقنا حاثية ... عليها قنان والحماس ورعبل

معاقلهم في كل يوم كريهة ... صدور العوالي والصفيح المصقل

عن الأصمعي قال: دخلت خضراء روح، فإذا أنا برجل من ولده على فاحشة يؤتى، فقلت: قبحك الله، هذا موضع كان أبوك يضرب فيه الأعناق، ويعطي فيه اللهى، وأنت تفعل فيه ما أرى! فالتفت إلي من غير أن يزول عنها، وقال:

ورثنا المجد عن آباء صدق ... أسأنا في ديارهم الصنيعا

إذا الحسب الرفيع تواكلته ... بناة السوء أوشك أن يضيعا

والشعر لمعن بن أوس.

وقال عمر بن أبي ربيعة:

يا خليلي قد مللت ثوائي ... بالمصلى، وقد شنئت البقيعا

بلغاني ديار هند وسعدى ... وارجعاني، فقد هويت الرجوعا

لمن الديار كأنها لم تحلل ... بجنوب أسنمة فقف العنصل

درست معالمها فباقي رسمها ... خلق كعنوان الكتاب المحول

دار لسعدى، إذ سعاد كأنها ... رشأ غضيض الطرف رخو المفصل

وقال عبد الله بن العجلان:

ولم أر هنداً بعد موقف ساعة ... بأنعم في وسط الديار تطوف

أتت بين أتراب تمايس إن مشت ... دبيب القطا أوهن منهن أقطف

أشارت إلينا في حياء وراعها ... سراة الضحى مني على الحي موقف

وقالت: تباعد يا ابن عم، فإنني منيت بذي صول يغار ويعنف

وقال آخر:

عرفت ديار الحي خالية قفرا ... كأن بها لما توهمتها سطرا

وقفت بها كيما ترد جوابها ... فما بينت لي الدار عن أهلها خبرا

وقال ابن مفرغ الحميري:

ديار للجمانة مقفرات ... بلين، وهجن للقلب ادكارا

فلم أملك دموع العين مني ... ولا النفس التي جاشت مرارا

فقلت لصاحبي: عرج قليلاً ... نذكر شوقنا الدرس القفارا

كأن لم أغن في العرصات منها ... ولم أذعر بقاعتها صوارا

وقال الحارث بن خالد المخزومي:

عفت الديار فما بها أهل ... حزانها ودماثها السهل

إني وما نحروا غداة مني ... عند الجمار تئودها العقل

لو بدلت أعلى منازلها ... سفلاً، وأصبح سفلها يعلو

فيكاد يعرفها الخبير بها ... فيرده الإقواء والمحل

لعرفت مغناها بما احتملت ... مني الضلوع لأهلها قبل

وقال مهيار:

هل بالديار على لومي ومعذرتي ... عدوى تقام على وجدي وتذكاري

أم كنت تعذل فيما لا تزيد به ... إلا مداواة حر النار بالنار

[٣- فصل في ذكر المغاني]

قال كثير بن عبد الرحمن الخزاعي:

وقفت عليه ناقتي فتنازعت ... شعوب الهوى لما عرفت المغانيا

فما أعرف الآيات إلا توهماً ... وما أعرف الأطلال إلا تماريا

وما خلف منكم بأطلال دمنة ... تنكرن فاستبدلن منك السوافيا

وقال أيضاً:

عفا رابغٌ من أهله فالظواهر ... فأكناف هرشي قد عفت فالأصافر

مغان يهيجن الحليم إلى الهوى ... وهن قديمات العهود دوائر

بما قد أرى تلك الديار وأهلها ... وهن جميعات الأنيس عوامر

وقال البحتري:

أناشد الغيث أن تهمي غواديه ... على العقيق وإن أقوت مغانيه

على محل أرى الأيام تضحك عن ... أيامه، والليالي عن لياليه

عهد من اللهو لم تذمم معاهده ... يوماً فينسى ولم تقدم بواديه

وقال أبو تمام:

شهدت لقد أقوت مغانيكم بعدي ... ومحت كما محت وشائع من برد

فأنجدتم من بعد إتهام داركم ... فيا دمع أنجدني على ساكني نجد

لعمري لقد أبليتم جدة البكا ... بلاى، وجددتم على بلى الوجد

وقال أيضاً:

<<  <   >  >>