للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واسأل بهم صرف الزما ... ن فإنه هو أعلم

يخبرك أن القوم قد ... قدموا على ما قدموا

وغدا نخيم حيث حل ... لوا في القبور وخيموا

وقال مهيار:

أنظر معي، فهي نظرة أمم ... أعلم السفح ذلك العلم؟!

أنت بريء مما تشبهه الع ... ين، وطرفي بالدمع متهم

يطربني اليوم للمنازل ما أس ... أر عندي أيامها القدم

ويطبيني ... على فصاحة شك

واي إليها

ربوعها العجم

على يا دار جهد عيني وما ... على عار أن تبخل الديم

لك الرضا من جمام أدمعها ... أو دمها إن سقى ثراك دم

وقال أيضاً:

لها منزل بالغور بين مفدن ... مشيد ومنشور البساط مروض

حبست به أبغي الحياة لقاتلي ... غراماً، وأدعو بالشفاء لممرضي

رأت شيبة ما صرحت لعوارضي ... فصرح بالهجران كل معرض

وقالت: أشيخ؟ قلت: كهل، فأطرقت ... وقالت: أمام الشيب إنذار منبض

نبا عنك بعد الشيب قلبي وناظري ... ومن أين يصفو أسودان لأبيض؟!

[فصل آخر في ذكر المنال]

السابق إلى بكاء المنازل امرؤ القيس بن حجر - واسمه حندج، والحندجة: القطعة الصغيرة من الرمل - بقوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فتوضح، فالمقراة لم يعف رسمها ... لما نسجته من جنوب وشمأل

وقوفاً بها صحبي على مطيهم ... يقولون: لا تهلك أسى وتجمل

وإن شفائي عبرة لو سفحتها ... فهل عند رسم دارس من معول؟

وقال النابغة الذبياني - وهو زياد بن معاوية -:

دعاك الهوى واستجهلتك المنازل ... وكيف تصابي المرء والشيب شامل

وقفت بربع الدار قد غير البلى ... معالمها، والساريات الهواطل

أسائل عن سعدي، وقد مر دونها ... على حجرات الدار سبع كوامل

وقال جرير بن عطية:

قل للمنازل من أثيلة تنطق ... بالجزع جزع القرن لما تخلق

حييت من طلل تقادم عهده ... وسقيت من صوب الغمام المغدق

وقال أرطأة بن سهية - وسهية أمه، وأبوه زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد -:

ومن عجب الأيام أن كل منزل ... لو جرة من أكناف رمان دارس

طلاب بعيد، واختلاف من النوى ... إذا ما أتى من دون وجرة فارس

وقد طال ما عشنا جميعاً وودنا ... جميع إلى من يبتغي الأنس آنس

وقال أبو حية النميري، واسمه الهيثم بن الربيع:

لعل الهوى إن أنت حييت منزلاً ... بأكياب مرتد عليك عقابله

(أكياب) : موضع.

فلما سألت الربع أين تيممت ... نوى الحي لم ينطق، وضلل سائله

وكنت إذ خبرت أن مكلفاً ... بكى أو تعناه عداد يماطله

من الحب، عنفت المحب، فقد بكى ... فؤادي حتى أسلمته عواذله

كأن فؤادي طائر في حبالةٍ=رأى غيه لما اعتقته حبائله

يا برق طالع منزلاً بالأبرق ... واحد السحاب له حداء الأينق

دمن لوت عزم الفؤاد ومزقت ... فيها دموع العين كل ممزق

وقال المتنبي:

لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت، وهن منك أواهل

يعلمن ذاك، وما علمت، وإنما أولاكما ببكاً عليه العاقل

وأنا الذي جلب المنية طرفه=فمن المطالب، والقتيل القائل؟! تخلو الديار من الظباء؛ وعنده=من كل تابعة خيال خاذل وقال البحتري:

سقم دون أعين ذات سقم ... وعذاب دون الثنايا العذاب

وكمثل الأحباب، لو يعلم العاذل، عندي منازل الأحباب

وقال ابن زريق الكاتب:

بالله يا منزل اللهو الذي درست ... آياته، وعفت مذ بنت أربعه

هل الزمان معيد فيك لذتنا ... أم الليالي التي أمضته ترجعه؟!

في ذمة الله من أصبحت منزله ... وجاد غيث على مرباك ممرعه

من عنده لي عهد لم يضعه كما ... عندي له عهد صدق لا أضيعه

ومن يصدع قلبي ذكره، وإذا ... جرى على قلبه ذكرى يصدعه

استودع الله في بغداد لي قمراً ... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودعته وبودي أن يودعني ... روح الحياة، وأني لا أودعه

كم قد تشفع في ألا أفارقه ... وللضرورة حال لا تشفعه

<<  <   >  >>