للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخلاي من أهل القبور: عليكم الس ... لام، أما من دعوة تسمعونها؟

ولا من كلام ترجعون جوابه ... إلينا، ولا من حاجة تلطبونها

سكنتم ظهور الأرض في الدهر برهة ... فلم تلبثوا حتى سكنتم بطونها

وقد كان في الدنيا قرون كثيرة ... ولكن ريب الدهر أفنى قرونها

وقال أصرم بن حميد - وقيل: هي لمفضل العمى:

عادات قومي من بني أسدٍ ... ريُّ القنا، وخضاب كل حسام

لهفي على قتلى النباج فإنهم ... كانوا الذرى ورواسي الأعلام

كانوا على الأعداء جمراً محرقاً ... ولقومهم حرماً من الأحرام

لا تهلكي أسفاً، فإني واثق ... برماحنا وعواقب الأيام

وصف أعرابي قومه فقال: كانوا والله ليوث حرب، وغيوث جدب، إن قاتلوا أبلوا، وإن أعطوا أغنوا، ثم عجل لهم الدهر ما أخر لغيرهم.

قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - لعمرو بن معد يكرب الزبيدي: صف لي قومك، فقال: نعم القوم عند السيف المسلول، والخير المسؤول، والطعام المأكول.

وقال آخر:

أبعد بني بكر أؤمل مقبلاً ... من الدهر أو آسى على فقد مدبر؟!

وليس وراء الفوت شيء يرده ... عليك إذا ولى سوى الصبر، فاصبر

وقال ابن المعتز:

أشكو إلى الله أحداثاً من الزمن ... برينني مثل بري القدح بالسفن

لم يبق في العيش لي إلا مرارته ... إذا تذوقته، والحلو منه فني

يا نفس صبراً، وإلا فاهلكي جزعاً ... إن الزمان على ما تكرهين بني

وقال الأستاذ أبو إسماعيل الطغرائي:

أثبت بالحظ لو ناديت مستعماً ... والحظ عني بالجهال في شغل

تقدمتني رجال كان شوطهم ... وراء ظهري لو أمشى على مهل

هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الأجل

فإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

وقال بيهس ... ويلقب نعامة

وقد قتل إخوته:

أرقاداً أردت أم تهويما ... أم عرتك الهموم، فانف الهموما

لا، بل الحادث الجليل من الخط ... ب أتاني، فبت أرعى النجوما

عين فابكي الحماة للمجد، وابكي ... من يجير الجاني ويحمي الحريما

وقال ابن المعتز:

أسد الوغى وبدور أن ... دية، وفرسان المنابر

خاضوا غدير الموت من ... جرداً من الأقذاء حاسر

فمضوا وأبقوا آجناً ... مراً تقسمه الحناجر

وقال أيضاً:

لا يهنأ الدهر الخئ ... ون، ولا أساغ، فكم أكل

فتك الزمان بمثله ... بطل أتيح له بطل

من للمحامد، لا أقو ... ل عسى يكون، ولا لعل!

أنشد ابن دريد عن أبي حاتم:

ألا في سبيل الله ماذا تضمنت ... بطون الثرى، واستودع البلد القفر

بدور، إذا الدنيا دجت أشرقت بهم ... وإن أجدبت يوماً فأيديهم القطر

فيا شامتاً بالموت، لا تشمتن بهم ... حياتهم فخر، وموتهم ذكر

حياتهم كانت لأعدائهم عمى ... وموتهم للفاخرين بهم فخر

وقال منقذ بن عبد الرحمن الهلالي:

الدهر لاءم بين ألفتنا ... زمناً، وفرق بيننا الدهر

وكذاك يفعل في تصرفه والدهر ليس يناله وتر

كنت الضنين بمن فجعت به ... وسلوت حين تفاقم الأمر

ولخير حظك في الرزية أن ... يلقاك عند نزولها الصبر

وقال السيد بن برك الأسدي:

أبعد أبي حصن حصين، ومالك وعبدة، أبكى الهالكين وأجزع

أولئك إخوان الصفاء رزئتهم ... وما الكف إلا إصبع ثم إصبع

كان الشمردل بن شريك المنقري خرج هو وإخوته: حكم، ووائل، وقدامة في جيش مع وكيع بن أبي سود، فبعث كل واحد منهم في جيش، فأتاه الشمردل، فقال: أيها الأمير، إن رأيت أن تبعثنا معاً في وجه واحد؛ فإنا إذا اجتمعنا تعاونا، وتواسينا، وتناصرنا، فأبى عليه، وبعث كل واحد منهم في جيش، فقتل إخوته، وأتاه نعيهم، فرثاهم، قال:

أعاذل كم من روعة قد شهدتها ... وغصة حزن من فراق أخ جزل

إذا وقعت بين الحيازيم أسدفت ... على الضحى حتى يوسيني أهلي

أقول ... إذا آسيت نفسي بإخوة

مضوا لا ضعاف في الحياة ولا عزل

<<  <   >  >>