للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن تلقاني الزمان بمكرو ... هـ تلقيته بصبر جميل

وقال المتلمس، واسمه جرير بن عبد المسيح:

إن الهوان حمار البيت يعرفه ... والحر ينكره والرسلة الأجد

[الرسلة] : الناقة السهلة

وفي البلاد إذا ما خفت نائرة ... مشهورة عن ولاة السوء منتفد

[النائرة] : ما تنفر منه، والنوار: النفور.

إن الدنية لا يرضى بها أحد ... إلا الأذلان: عير السوء والوتد

هذا على الخسف محبوساً برمته ... وذا يشج وما يبكي له أحد

وقال أيضاً:

إن العراق وأهله كانوا الهوى ... فإنما نبا بك ودهم فليبعد

فلتتركنهم بليل ناقتي ... تذر السماك وتهتدي بالفرقد

لبلاد قوم لا يرام هديهم ... وهدى قوم آخرين هو الردى

الهدى: الجار، يعرض بعمرو بن هند، وطرفة بن العبد.

وقال الحارث (؟)

قالت سليمى قد غنيت فتى ... فاليوم لا تصمى ولا تنمى

الموت تخشى أن توافقه ... والموت يدرك آبد العصم

قوض خيامك والتمس بلداً ... ينأى عن الغاشيك بالظلم

وقال آخر:

وكل البلاد بلاد الفتى ... وما بينه وبلاد نسب

إذا بلد بك يوماً نبا ... فلا تخلدن به واغترب

وقال زياد بن منقذ بن عمرو بن عبد الله:

لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ... ولا شعوب هوى منا ولا نقم

ولا أحب بلاداً قد رأيت بها ... عنساً، ولا بلداً حلت به قدم

"شعوب، ونقم وعنس وقدم: قبائل من اليمن، ومن عنس عمار بن ياسر - رضي الله عنه - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يشهد أحد من المسلمين بدراً أبواه مؤمنان غيره، ومنهم الأسود العنسي الكذاب الذي ادعى النبوة".

إذا سقى الله أرضاً صوب غادية ... فلا سقاهن إلا النار تضطرم

وحبذا حين تمسي الريح باردة ... وادي أشى وفتيان به هضم

"وادي أشى بالمدينة"

الموسعون إذا ما جر غرهم ... على العشيرة، والكافون ما جرموا

والمعطمون إذا هبت شآمية ... وباكر الحي من صرادها صرم

هم البحور عطاء حين تسألهم ... وفي اللقاء إذا تلقى بهم بهم

وهم إذا الخيل جالوا في كواثبها ... فوارس الخيل لا ميل ولا قزم

لم ألق بعدهم حياً فأخبرهم ... إلا يزيدهم حباً إلى هم

وقال المتنبي:

شر البلاد بلاد لا صديق بها ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصم

وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم

وقال أيضاً:

بلاد إذا زار الحسان بغيرها ... حصى أرضها نقينه للمخانق

وما بلد الإنسان غير الموافق ... ولا أهله الأدنون غير الأصادق

وقال أبو العلاء [أحمد بن عبد الله] بن سليمان المعري:

تذكرت من ماء العواصم شربة ... وزرق العوالي دون زرق جمامه

وكم بين ريف الشام والكرخ منهل ... موارده ممزوجة بسمامه

يمر به رأد الضحى متنكراً ... مخافة أن يغتاله بقتامه

بلاد يضل النجم فيها سبيله ... ويثنى دجاها طيفها عن لمامه

وقال المتنبي:

إذا صديق نكرت جانبه ... لم تعينى في فراقه الحيل

في سعة الخافقين مضطرب ... وفي بلاد من أختها بدل

وقال مهيار:

فمالي أقمح ملح الميا ... هـ وإذا كنت أشرب من أدمعي؟!

ويرتاح وجهي لبرد النس ... يم ونار الخصاصة في أضلعي

وهل قابلي بلد أن أقيم ... وقد خط في غيره مضجعي؟!

وقال أيضاً:

لله مر الأباء أعوزه ... من جانب الذل عزه فنبا

وما مقام الكريم في بلد ... ينفق فيه الحياء والأدبا؟!

وقلت:

سر عن بلادهم فقد سئمت بها ... عيسى محول معرسي ومناخي

ودع الأماني إنها غرارة ... ووعودها للراغبين أواخ

ما عندها للواثقين بنيلها ... إلا المطال بموعد متراخ

وقال البسي:

ذرني أسر في البلاد مبتغياً ... فضل ثراء إن لم يفر زانا

فنيذق النطع وهو أحقر ما في ... هـ إذا ساء صار فرزانا

وقال أعرابي:

رمى الفقر بالفتيان حتى كأنهم ... بأطراف آفاق البلاد نجوم

وإن امرأ لم يقفر العام بيته ... ولم يتجدد لحمه للئيم

وقلت من قصيدة:

<<  <   >  >>