للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لك الخير، هلا عجت إذ أنا واقف ... أغيض البكا في دار مي وأزفر

فتنظر إن مالت بصبري صبابتي إلى جزعي، أم كيف إن كنت أصبر؟

إذا شئت أبكاني بجرعاء مالك ... إلى الدحل مستبدي لمي ومحضر

وبالزرق أطلال لمية أقفرت ... ثلاثة أعوام تراح وتمطر

إذا اعترضت حزوى وأعرض حارك ... من الرمل تمشي حوله العين أعفر

(الحارك) : المشرف من الرمل

وجدت فؤادي كاد أن يستخفه ... رسيس الهوى من بعض ما يتذكر

عدتني العوادي عنك يا مي برهة ... وقد يلتوى دون الحبيب فيهجر

على أنني في كل سير أسيره ... وفي نظري من نحو أرضك أصور

فإن تحدث الأيام يا مي بيننا ... فلا ناسياً عهداً ولا متغير

وقال غيلان أيضاً:

أداراً بحزوى هجت للعين عبرة ... فماء الهوى يرفض أو يترقرق

وقفنا فسلمنا فكادت بمشرف ... لعرفان صوتي دمنة الدار تنطق

تجيش إلي النفس في كل منزل ... لمي ويرتاح الفؤاد المشوق

ألا ظعنت مي فهاتيك دارها ... بها السحم تردي والحمام المطوق

لها جيد أم الخشف ريعت فأتلعت ... ووجه كقرن الشمس ريان مشرق

وعين كعين الرئم فيها ملاحة ... هي السحر أو أدهى التباساً وأعلق

لعمرك إني يوم جرعاء مالك ... لذو عبرة كل تفيض وتخنق

وإنسان عيني يحسر الماء تارة ... فيبدو، وتارات يجم فيغرق

وقال عبد الله بن الدمينة:

سلى البانة الغناء بالأجرع الذي ... به البان، هل حييت أطلال دارك؟

وهل قمت في أطلالهن عشية ... مقام أخي الضراء واخترت ذلك

ليهنك إمساكي بكفى على الحشا ... ورقراق دمعي خيفة من زيالك

فلو قلت: طأ في النار أعلم أنه ... رضى لك أو مدن لنا في وصالك

لقدمت رجلي نحوها فوطئتها ... هدى منك لي، أو ضلة من ضلالك

وقال آخر:

وقفت كأني من وراء زجاجة ... إلى الدار من فرط الصبابة أنظر

فعيناني طوراً تغرقان من البكا ... فأعشى، وطوراً يحسران فأبصر

وقال البحتري:

بنا أنت من مجفوة لم تعتب ... ومعذورة في هجرها لم تؤنب

ونازحة والدار منها قريبة ... وما قرب ثاو في التراب مغيب؟!

قضت عقب الأيام فينا بهجرة ... متى ما تغالب بالتجلد تغلب

ألا لا تذكره الحمى إن ذكره ... جوى باطن للمستهام المعذب

ولما تزايلنا من الجزع وانتأى ... مشرق ركب مصعد عن مغرب

تبينت أن لا دار من بعد عالج ... تسر، وأن لا خلة بعد زينب

وقال أيضاً:

أبكاء في الدار بعد الدار؟ ... وسلواً بزينب عن نوار؟!

لا هناك الشغل الجديد بحزوى ... عن رسوم برامتين قفار

ما ظننت الأهواء قبلك تمحى ... في صدور العشاق محو الديار

وقال الأحوص:

خليلي من غيط بن مرة بلغا ... رسائل مني، لا أزيد كما وقرا

ألا ليت شعري هل إلى أم جحدر ... سبيل، فأما الصبر عنها فلا صبرا

وإني لأستثني الحديث لأجلها ... لأسمع منها

وهي نازحة

ذكرا

وأعجب دار دارها غير أنني ... إذا ما أتيت الدار ترجعني صفرا

عشية ألوي بالرداء على الحشا ... كأن الحشا من دونه مشعر جمرا

وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

أألحق إن دار الرباب تباعدت ... أو انبت حبل أن لبك طائر

أفق، قد أفاق العاشقون وجانبوا ال ... هوى واستمرت بالرجال المرائر

زع النفس، واستقن الحياء فإنما ... يباعد أو يدني الرباب المقادر

أمت حبها، واجعل مكان وصالها ... ورؤيتها أمثال من لا تجاور

فكالناس علقت الرباب فلا تكن ... أحاديث من يبدو ومن هو حاضر

وهبها كشيء لم يكن، أو كنازح ... به الدار، أو من غيبته المقابر

فنفسك، لم جئت الذي جئت طائعاً ... وحالفت أمر الغي إذ أنت سادر؟

كان المنصور أنزل أبا دلامة في دار بالقرب من قصره، ثم دعته الحاجة إليها، فأمر بإضافتها إلى قصره، فدخل عليه أبو دلامة فأنشده:

يا ابن عم الرسول دعوة شيخ ... قد دنا هدم داره ودماره

<<  <   >  >>